في الانتفاخ ارتباطا مدى الحياة بالزواج من واحدة؟ وأي امرأة في كامل قواها العقلية تدفع في مقابل هذا آلام الأمومة وشدائدها؟ أليس من السخرية أن تكون الإنسانية ثمرة عارضة لهذا الندم المتبادل؟ لو أن الرجال والنساء توقفوا وتأملوا ملياً لضاع كل شئ.
وهذا يوضح ضرورة الطيش وحماقة الحكمة إذ هل يمكن أن توجد الشجاعة إذا حكم العقل؟ وهل يمكن أن تتحقق السعادة؟ إن سفر الجامعة كان على حق في الاعتقاد بأن "من زادت معرفته زادت أحزانه وفي الحكمة الكثيرة أسى كثير؟ " من يكون سعيداً إذا تكشفت له حجب المستقبل؟ إنه لمن حسن الحظ أن العلم والفلسفة عاجزان وأن الناس يجهلونهما وأنهما لا يحدثان ضرراً عظيما لجهل الجنس الذي لا غنى عنه. وإن الفلكيين "يقدمون لك بأبعاد إبريق أو جرة ولكن الطبيعة تهزأ بظنونهم الواهية. والفلاسفة يزيدون المرتبك ارتباكاً والمظلم ظلاماً وهم يبددون الوقت والعقل على أمور تافهة منطقية أو ميتافيزيقية تذهب أدراج الرياح، وخير لنا أن نرسلهم بدلا من جنودنا لمحاربة الأتراك الذين سوف يتراجعون في ذعر أمام هذا اللغو المربك! والأطباء ليسوا أفضل مهم فكل فنهم كما يمارس الآن هو فن مركب يمزج الخداع بالتضليل". أما علماء اللاهوت فإنهم: "يقولون لك إلى الهنة عن كل الإجراءات المتوالية للقدرة على كل شئ في خلق العالم ويفسرون لك الطريقة الدقيقة للخطيئة الأولى مستمدة من أول آبائنا ويرضونك ويقولون لك كيف أن .. المسيح حملت به العذراء ويوضحون لك في الرقاقة المقدسة كيف يمكن أن توجد الحوادث دون محمول عليه … وكيف يمكن أن يوجد جسم واحد في أماكن متعددة في وقت واحد وكيف أن جسد المسيح في السماء يختلف عن جسده فوق الصليب أو في القربان المقدس.