يمدوا سلطانهم على الألزاس. وعلمت السلطات بالمؤامرة وقبضت على الزعماء وعذبتهم ثم شنقتهم وأفزعت الباقين فأعلنوا الخضوع إلى حين. وفي عام ١٥٠٢ كون فلاحو أسقف سبيير عصابة "رباطة الحذاء" من ٧٠٠٠ رجل وتعاهدوا على إنهاء الإقطاع ومطاردة كل القسس والرهبان وقتلهم. واسترداد ما كانوا يعتقدون أنه كان مشاعا لأجدادهم. وأفشى أحد الفلاحين سر الخطة على كرسي الاعتراف فاتحد رجال الدين والنبلاء على إحباطها وعذب زعماء المتآمرين وشنقوا.
وفي عام ١٥١٢ نظم جوس فريتز حركة مماثلة قرب فرايبورج - ام- برايزجاو، وكان من شأنها أن تبقى على الله والبابا والإمبراطور وأن تقضي على كل ملكية إقطاعية وضرائب يفرضها الإقطاعيون. غير أن واحداً من الفلاحين أكره على الانضمام لهذه الرابطة وأفشى سرها للقس الذي اعترف أمامه فاعتقلت السلطات الزعماء وعذبتهم وفشلت الثورة، إلا أن جوس فرتز عاش إلى أن انضم إلى ثورة الفلاحين عام ١٥٢٥، وفي عام ١٥١٧ تكونت جماعة من ٩٠. ٠٠٠ فلاح في ستيريا وكارنثيا وتعاهدوا على القضاء على الإقطاع هناك وظلت عصاباتهم لمدة ثلاثة شهور تهاجم القلاع وتقتل بالسادة، وأخيراً أرسل الإمبراطور ماكسمليان، وكان يعطف على قضيتهم وإن لم يرض عن توسلهم بالعنف، قوة صغيرة من الجنود وأرغمتهم على السلم على مضض. ولكن المسرح كان معداً لحرب الفلاحين وللشيوعية اللامعمدانية في الإصلاح الديني بألمانيا.
وفي غضون ذلك كانت تقوم في عالمي الصناعة والتجارة بألمانيا ثورة أملاها الأمر الواقع. كانت معظم الصناعات لا تزال يدوية وإن تزايدت عليها سيطرة رجال الأعمال الذين يقدمون المواد الخام ويملونها ويشترون الإنتاج النهائي ويبيعونه، وكانت صناعة التعدين تتقدم بسرعة وجنيت أرباح عظيمة من استخراج الفضة والنحاس والذهب، وأصبحت سبيكة الذهب