وكان جاكوب الثاني عبقري الأسرة لا يبارى، فقد كان مقداماً قاسياً مجداً. ودرب نفسه، على طريقة الرواقيين، بدراسة كل مرحلة من مراحل العمل وكل تقدم في مسك الدفاتر والصناعة والمتاجرة والتمويل. وطالب فرد من آل فوجر في سبيل مصلحة الأسرة وأسس المبدأ القائل بألا سلطة لأحد في المؤسسة سوى فرد من آل فوجر ولم يسمح لعلاقاته السياسية بالتأثير في قروضه. وكون اتحادات مع المؤسسات الأخرى للتحكم في سعر المنتجات المختلفة ومبيعاتها، ولذلك عقد عام ١٤٩٨ هو وأخوته اتفاقاً مع تجار أوجسبورج يقضي "بتضييق الخناق" على سوق البندقية في النحاس ورفع السعر. وفي عام ١٤٨٨ أقرضت الأسرة ١٥. ٠٠٠ فلورين للأرشيدوق سجيسموند النمساوي وتسلمت ضمانا للقرض كامل إنتاج مناجم الفضة في شفارتر إلى أن يتم سداد القرض. وفي عام ١٤٩٢ اتفق آل فوجر مع آل تورزوس من كراكا وعلى قيام اتحاد (كارتل) لاستغلال مناجم الفضة والنحاس في هنغاريا وللحفاظ على "أعلى سعر ممكن" للمنتجات، وما أن حل عام ١٥٠١ حتى كان آل فوجر يقومون بمشروعات واسعة للتعدين في ألمانيا والنمسا وهنغاريا وبوهيميا وإسبانيا. وعلاوة على هذا فإنهم استوردوا المنسوجات وصنعوها وتاجروا في الأقمشة الحريرية والقطيفة والفراء والتوابل وثمار الليمون والذخائر والمجوهرات ونظموا نقلا سريعا وخدمة بريدية خاصة، وما أن حل عام ١٥١١ وأصبح جاكوب الثاني المدير الوحيد للمؤسسة حتى كانت أصولها قد وصلت إلى ١٩٦,٧٩١ جيلدر، وفي عام ١٥٢٧ (بعد عامين من وفاه) قدر رأسمالها بمبلغ ٢. ٠٢١. ٢٠٢ جيلدر (٥٠. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار) - بواقع ربح سنوي قدره خمسون في المائة خلال ستة عشر عاماً.
ولقد حصل جانب من هذا الربح من علاقات آل فوجر بالأباطرة