الطبقة الرفيعة من النبلاء لإعادة تكوين عصبة سوابيا (١٤٨٨) وهذه المدن وغيرها من الاتحادات كبحت جماح الفرسان اللصوص ونجحت في أن تعلن عدم شرعية الحرب الأهلية، ومع ذلك فإن ألمانيا كانت قبيل عهد لوثر مسرحاً للفوضى الاجتماعية والسياسية، فقد كان يسودها حكم شامل للقوة".
وأسهم الأمراء الزمنيون ورجال الدين الذين تصدروا القلاقل فيها بجشعهم وعملاتهم ورسوم جماركهم المختلفة وتنافسهم المضطرب على الثروة والنصب وتشويههم للقانون الروماني، وذلك لكي يمنحوا أنفسهم سلطة مطلقة أو تكاد تكون على حساب الشعب والفرسان والإمبراطور. وتصرفت بعض الأسر تصرف الملوك الغير المسئولين من أمثال بيوت هوهنز ولرن في براندنبرج وفيتين في ساكسونيا وفيتلسباخر في البلاتينات ودوقات فيرتتيمبرج، فما بالك بآل هابسبرج في النمسا. ولو كان سلطان الإمبراطور الكاثوليكي على الأمراء الألمان أعظم من هذا لفشلت حركة الإصلاح الديني أو تأجلت. ثم إن إعراض كثير من الأمراء عن روما كان اتجاها آخر نحو الاستقلال المالي والسياسي.
وأكدت شخصية الأباطرة في هذا العهد ضعف الحكومة المركزية. وكان فردريك الثالث (حكم من ١٤٤٠ إلى ١٤٩٣) فلكيا وكيميائيا يغرم بهدوء حدائقه في جراتر الذي يتطلع إليه البحاثة لدرجة أنه سمح لشلسوج هولشتين وبوهيميا والنمسا وهنغاريا بأن تنفصل عن الإمبراطورية، ولكنه قام في حوالي نهاية العام الثالث والخمسين من حكمه بخطوة لإنقاذها وذلك بخطبة ماري، وريثة شارل الجسور دوق بورغنديا، لابنه ماكسمليان. وعندما حفر شارل لنفسه قبراً ثلجياً عام ١٤٧٧ ورث آل هابسبورج الأراضي الواطئة.
وبدأ ماكسمليان الأول (حكم من ١٤٩٣ إلى ١٥١٩) الإمبراطور المنتخب