وكانت أحب سمات ماكسمليان عشقه وتشجيعه للموسيقى والتعليم والأدب والفن. وأكب في حماس على دراسة التاريخ والرياضيات واللغات. ولقد ثبت لنا أنه كان في وسعه أن يتحدث بالألمانية واللاتينية والإيطالية والفرنسية والإسبانية والوالونية والفلندية والإنجليزية، ويقال إنه تحدث في حملة حربية واحدة مع سبع قواد أجانب بلغاتهم السبعة المختلفة. ومزج لهجات جنوب وشمال ألمانيا في لغة ألمانية يفهمها الجميع وهي التي أصبحت لغة الحكومة الألمانية وكتاب لوثر المقدس والأدب الألماني، وذلك بفضل جهوده والاقتداء به إلى حد ما. وحاول، وهو بمنجاة من الحروب، أن يكون مؤلفاً، وترك مصنفات عن فن الدروع والمدفعية والعمارة والصيد وسيرته الخاصة، وفكر في اقتناء مجموعة تستوعب مخلفات ونقوشاً من ماضي ألمانيا ولكن أعوزته الأموال من جديد. واقترح على البابوات إصلاح التقويم، وقد حققوا فكرته بعد ثمانين عاماً. وأعاد تنظيم جامعة فينا وأسس كراسي أستاذية جديدة للقانون والرياضيات والشعر والبلاغة، وجعل من فينا أزهر مركز للتعليم في أوروبا لفترة ما. ودعا علماء الإنسانيات الإيطاليين إلى فينا، وعهد إلى كونرادوس سلتس أن يفتح هناك أكاديمية للشعر والرياضيات. وناصر علماء للإنسانيات مثل بويتنجر وبيركهايمر وجعل من روتخلين Reuchlin المضطهد مونت بالاتاين الإمبراطوري. ومنح مكافآت لبيتر فيشر وفايت ستوس وبورجكمير وديرر والفنانين الآخرين الذين تألقوا في عهده. وأمر بإقامة قبر مزخرف في انزبروك ليضم رفاته، وقد ترك دون أن يتم بناؤه عند وفاته ولكنه أتاح فرصة لتماثيل بيترفيشر الجميلة لتيودوريك وأرثر. ولو كان ماكسمليان عظيما بقدر عظمة أفكاره لكان نداً للإسكندر وشارلمان.
وفي آخر سنة من حكم الإمبراطور رسم ديرر صورة أمينة له - تمثله منهوك القوي وقد انزاحت عنه الأوهام، وكسر شوكته بؤس الزمن المثير للجنون. وقال هذا الرجل الذي كان يوماً روحاً مرحة "ليس في الأرض