للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندما أصبح الكاردينال بيكولوميني عام ١٤٥٨ البابا بيوس الثاني، واجه هذا التحدي، فطلب من ديترفون ايزنبورج مبلغ ٢٠. ٥٠٠ جيلدر قبل أن يؤيد ترشيحه لمنصب كبير أساقفة ماينز (١٤٥٩)، فما كان من ديتر إلا أن رفض دفع المبلغ بحجة أنه تجاوز كل ما كان يدفع من قبل، فأصدر البابا قراراً بحرمانه من غفران الكنيسة، ولكن ديتر تجاهل هذا الحرمان وأيده في هذا أمراء من الألمان، وعهد ديتر إلى محام من نورمبرج يدعى جريجور هايمبرج بإثارة الرأي العام لمنح المجالس الدينية سلطة أعلى من سلطة البابوات، فذهب هايمبرج إلى فرنسا لرفع دعوى جماعية ضد لبابوية، وخيل البعض فترة ما أن الأمم الشمالية سوف تتنصل من الولاء لروما، ولكن عملاء البابا انتزعوا من الحركة الواحد بعد الآخر من أنصار ديتر وعين مكانه أدولف الناساوى. واشتبك جيشا الأسقفين في حرب هزم فيها ديتر، ووجه إلى الزعماء الألمان تحذيراً بأنهم ما لم يقفوا معا فإنهم سيسامون الخسف والضيم واحداً بعد الآخر. وكان هذا الإعلان إحدى الوثائق الأولى التي طبعها جوتنبرج.

ولم يهدأ استياء الألمان بهذا النصر الذي أحرزه البابوات، وبعد أن تحول مبلغ كبير من المال من ألمانيا إلى روما في اليوبيل عام ١٥٠٠ طالب مجلس الدايت في أوجسبورج بضرورة إعادة هذا القدر من المال إلى ألمانيا. وشكا الإمبراطور ماكسمليان من أن البابا سحب من ألمانيا دخلا يزيد مائة مرة عما يستطيع هو نفسه أن يجبيه منها. وفي عام ١٥١٠، وكان وقتذاك في حالة حرب مع البابا يوليوس الثاني، طلب من عالم الإنسانيات ويمفيلنج إعداد قائمة بشكاوي ألمانيا ضد البابوية، وفكر في فترة من الزمن أن يقترح فصل الكنيسة الألمانية عن روما، ولكن ويمفيلنج أثناه عن عزمه بحجة أنه لن يجد تأييداً دائما من الأمراء، ومع ذلك فإن كل التطورات الاقتصادية في هذا العهد مهدت لثورة لوثر. وليس من شك في أن اختلافا في المصالح