عسف الكنيسة دون أن يرفع شيئاً أكثر من القلم؟ وقال:"اتبعوني فأنا أول مَن اختصه الله بهذا الأمر والرجل الذي كشف له سبحانه وتعالى عن كلمته التي لابد أن أبشركم بها. ولذلك أقول إنكم قد ارتكبتم خطأ بشروعكم في القيام بهذا العمل دون … تستشيروني أولاً (٩٤) … امهلوني بعض الوقت … ولا تظنوا أن المظالم تمحى بتدمير الهدف الذي يساء التصرف فيه. إن الناس يمكن أن يضلوا بالنبيذ والنساء فهل نحرم شرب النبيذ ونقضي على النساء؟ لقد عبد الناس الشمس والقمر والنجوم فهل ننتزعهما من السماء (٩٥)؟ " إن الذين يريدون الاحتفاظ بالصور والتماثيل والصلبان وسماع الموسيقى أو ترتيل القداس يجب ألا يتدخل أحد في شئونهم فهو نفسه قد اقر الصور الدينية (٩٦). واتفق على ضرورة إقامة القداس وفقاً للشريعة التقليدية في إحدى كنائس فيتنبرج وعلى تناول القربان المقدس في كنيسة أخرى بالخبز وحده في المذبح العالي وبالخبز والنبيذ في مذبح جانبي … وقال لوثر إن الشكل لا يهم إلا قليلاً والمهم هو الروح التي يتناول بها القربان المقدس.
كان في أحسن حالاته وأعظم الناس استمساكاً بالمسيحية في تلك العظات الثمانية التي القاها في ثمانية أيام. ولقد خاطر بكل شيء لكي يتمكن من كسب فيتنبرج والعودة بها إلى حظيرة الاعتدال، ونجح في ذلك، وسعى أنبياء تسفيكا لتحويله إلى آرائهم وعرضوا أن يقرءوا أفكاره كدليل على أنهم يتلقون الوحي من الله فقبل التحدي وأجابوا بأنه يضمر لأفكارهم عطفاً خفياً فرد جلاءهم البصري إلى الشيطان، وامرهم بمغادرة فيتنبرج وعندما فصل كارلشتادت من وظائفه بقرار من مجلس مدينة أُعيد تكوينه، أخذ أبرشية في أورلامينديه، وندد من فوق منبرها لوثر ووصفه بأنه:"كاهن نهم … وبابا فيتنبرج الجديد"(٩٧). ولقد سبق كارلشتاد جماعة الكويكر فتخلى عن كل الثياب الكهنوتية وارتدى معطفاً رمادياً بسيطاً