في التبرير بوساطة الإيمان، واستراب في أن الرسالة من عمل العبريين إذ بدا أنها تنكر صحة التوبة بعد العماد (ولذلك فإنها تؤيد الذين ينكرون التعميد النصراني) وقدر أولاً أن سفر الرؤيا مزيج لا يدرك من ضروب الوعد والوعيد "لا هي رسولية ولا هي نبوية"(١٠٩).
"أما سفر عزرا الثالث فإني أقذف به في نهر ألبا"(١١٠). وعلى الرغم من أنه يقوم على عقلية وثنية وأن معظم أحكامه التي تقوم على شريعة الكتاب المقدس قبلها النقاد الإنجيليون المتأخرون وقالوا إنها ذكية وسليمة. وقال:"إن أحاديث الأنبياء لم يدون منها شيء بانتظام في حينه بل جمعها مريدوهم وسامعوهم فيما بعد … ولم تكن أمثال سليمان من عمل سليمان". ولكن خصومه الكثالكة أكدوا أن الاختبارات التي وضعها للحكم على الصحة والوحي كانت ذاتية وتحكمية وتنبأوا أن نقاداً آخرين سيحذون حذوه ويرفضون الاعتراف بكتب مقدسة أخرى حسب أهوائهم وآرائهم حتى لا يبقى شيء من الكتاب المقدس يعتبر أساساً للعقيدة الدينية.
وباستبعاد الاستثناءات السالفة فإن لوثر دافع عن الكتاب المقدس باعتباره صحيحاً بحذافيره وحرفياً. وسلّم بأنه لو لم ترد قصة يونس في الحوت في الكتاب المقدس لسخر منها وعدها خرافة وبالمثل حكايتا عدن والحية، ويوشع والشمس ولكنه قال متّى قبلنا القول بقداسة الكتاب المقدس، فلابد أن هذه القصص بالإضافة إلى الباقي حقيقة من كل وجه. ورفض محاولات أرازموس والباقين للتوفيق بين الكتاب المقدس والعقل عن طريق التأويل المجازي (١١١) وعدّها من قبيل الإلحاد. ولما كان قد فاز بالطمأنينة الذهنية لا عن طريق الفلسفة ولكن عن طريق الإيمان بالمسيح كما صورته الأناجيل، فإنه اعتصم بالكتاب المقدس باعتباره الملاذ الأخير للروح، وعارض علماء الانسانيات وعبادتهم للكلاسيات الوثنية فعرض الكتاب المقدس لا باعتباره نتاج فكر بشري، بل باعتباره بركة من الله وعزاء للبشر.
وقال: "إنه يعلّمنا أن نرى ونشعر وندرك ونفهم معنى الإيمان والأمل