الخبز والنبيذ كما كانت في القرون الوسطى، وبتعليم كل الأطفال اللاتينية واليونانية والعبرية والفلك والطب (٧).
وصدر عام ١٥٢٢ كتيب عنوانه "احتياجات الأمة الألمانية" نسب زوراً إلى الإمبراطور فردريك الثالث المتوفى ودعا إلى إلغاء "كل المكوس والرائب وجوازات السفر والغرامات" وإلغاء القانون الروماني والقانون الكنسي وتحديد حجم العمل في المؤسسات برأسمال قدره ١٠٠٠٠ جيلدر وباستبعاد رجال الدين من الحكومة المدنية وبتصفية ثروة الأديرة وتوزيع المبالغ المحصلة على الفقراء (٨). وأعلن أوتوبر ونفيلز (١٥٢٤) أن دفع ضرائب العشور إلى رجال الدين أمر مخالف لما جاء بالعهد الجديد. ومزج الوعاظ الإنجيلية البروتستانتية بالآمال اليوتوبية، وكشف أحدهم أن الجنة مفتوحة الأبواب للفلاحين ومغلقة في وجوه الأشراف ورجال الدين، ونصح آخر الفلاحين بأن يكفوا عن إعطاء المال للقساوسة أو الرهبان، وأشار منتس وكارلشتادت وهوبماير على مستمعيهم بأن "المزارعين والعاملين بالمناجم ودارسي الحنطة يفهمون نصن الإنجيل وفي وسعهم أن يعلّموها للناس خيراً من قرية بأسرها … من الرهبان والقساوسة … أو المتفقهين في اللاهوت"، وأرد كارلشتادت يقول:"بل وخيراً من لوثر"(٩). وتنبأت التقاويم وطائفة المنجمين بقيام ثورة عام ١٥٢٤ وكأنها كانت بهذا تعطي إشارة البدء في العمل. ومما يذكر أن يوهانس كوكلايوس وهو عالم إنسانيات كاثوليكي حذر لوثر عام ١٥٢٣ بأن "عامة الناس في المُدن والفلاحين في الأقاليم سوف يقومون لا محالة بثورة … إذ سممت أفكارهم الكتيبات والخطب التي لا تحصى والحافلة بالسباب والتي نشرت أو أعلنت بينهم بفصاحة وإطناب ضد السلطة البابوية والسلطة الزمنية على السواء"(١٠). ولكن لوثر والوعاظ ومؤلفي الكتيبات لم يكونوا السبب في الثورة لأن الأسباب إنما تكمن بحق في المظالم التي حاقت بطبقة الفلاحين، وإن كان من الممكن أن يقال إن إنجيل لوثر وأتباعه المتطرفين قد "صبوا الزيت على