للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجانين يا مَن قست قلوبكم على الإنجيل المقدس رغم أنكم تعلمون أن ما جاء به صحيح وأنكم لا تستطيعون أن تدحضوه. وفضلاً عن هذا فإنكم في حكومتكم الزمنية لم تفعلوا شيئاً إلا التنكيل برعاياكم وسلب أموالهم لكي تنعموا بعيشة رغدة ترضي كبرياءكم. لقد فاضت الكأس حتى لم يعد الفقراء من عامة الناس يتحملون أكثر من ذلك. وإذن ما دمتم السبب في سخط الله فإن غضبه تعالى سوف يحيق بكم لا محالة إذا لم تصلحوا من وسائلكم في الوقت المناسب.

إن الفلاحين يحشدون قواهم ولابد أن يؤدي هذا إلى خراب ألمانيا ودمارها وتحطيمها بقتل الناس في قسوة وسفك الدماء ما لم يقبل الله توبتنا ويجنبنا هذا المصير (١٩).

ونصح الأمراء والسادة الإقطاعيين بأن يعترفوا بعدالة كثير من البنود وحثهم على انتهاج سياسة تتسم بالرأفة، ووجه إلى الفلاحين خطاباً صريحاً أقر فيه بما أصابهم من أضرار، ولكنه توسل إليهم أن يحجموا عن استخدام العنف وعن الانتقام، وتنبأ بقوله إن الالتجاء إلى العنف سوف يترك الفلاحين في وضع أسوأ مما كانوا فيه من قبل. وتنبأ أيضاً بأن أي ثورة سوف تصم بالعار حركة الإصلاح الديني وأنه سوف يلام على كل شيء. وعارض استيلاء كل أبرشية على ضرائب العشور وقال إنه يجب على الناس الخضوع للسلطات إذ أن لها الحق في فرض ما تراه من ضرائب لمواجهة نفقات الحكومة وأن حرية الرجل المسيحي يجب أن تفهم على أنها حرية روحية لا تتعارض مع العبودية بل ولا الرق. وقال:

ألم يتخذ إبراهيم وأبناؤه الآخرون والأنبياء عبيداً؟ اقرأ ما يعلمه لنا القدّيس بولس عن الخدم الذين كانوا جميعاً أرقاء في ذلك العهد … ومن ثم فإن بندكم الثالث لا يسري على الإنجيل فهذه المادة تساوي بين الناس جميعاً وهذا مستحيل، ذلك لأن مملكة دنيوية لا تستطيع أن تقف على قدميها