أو جيير، أمراً للسبعة عشر رجلاً بالمرور بين صفين من الفلاحين المسلحين بالحراب لتأديبهم، وعرض الكونت أن يقدم كل أمواله فدية لهم ولكن هذا العرض رفض كوسيلة مؤقتة، وتوسلت إليه الكونتيسة في تذلل محموم أن يبقي على حياة زوجها ولكن رورباخ أمر اثنين من رجاله بأن يسنداها حتى تشهد نشوة الانتقام. وبينما كان الكونت يسير إلى حتفه وصل وابل من الخناجر والرماح ذكره الفلاحون بما ارتكب من أعمال وحشية وصاح أحدهم:"لقد ألقيت بأخي في غياهب اسجن لأنه لم يرفع قبعته من على رأسه وأنت تمر به". وصرخ آخرون:"لقد سخرتنا كالثيران في نير العبودية … لقد قطعت يدي والدي لأنه قتل أرنباً في حقلك … لقد داست خيولك وكلابك وصيادوك محاصيلي … لقد استنزفت منا آخر بنس لدينا". وفي خلال نصف الساعة القادمة لقي الستة عشر فارساً دتفهم بالمثل. أما الكونتيسة فقد سمح لها بأن تنسحب إلى دير (٢٨).
كانت عصابات الفلاحين تثير الشغب في كل أرجاء ألمانيا تقريباً. ونهبت الأديرة أو أكرهت على دفع مبالغ كبيرة على سبيل الفدية. ويقول بعضهم في خطاب أرسل يوم ١٧ أبريل عام ١٥٢٥:"في كل مكان يجاهر الثائرون … بنيتهم في قتل كل رجال الدين الذين لا يتنصلون من ولائهم للكنيسة ويعلنون عن عزمهم على تدمير كل الأديرة وقصور الأساقفة واستئصال شأفة الدين الكاثوليكي تماماً من البلاد"(٢٩). ولعل في هذا شيئاً من المبالغة ولكن في وسعنا أن نسجل أن الثوار استولوا على كثير من المُدن وأكرهوا الأرشيدوق فرديناند على الموافقة على أن يكون الوعظ منذ ذلك الوقت طبقاً لنصوص الكتاب المقدس - وهو مطلب بروتستانتي خاص وذلك في بافاريا والنمسا والتيرول حيث لقيت البورتستانتية اضطهاداً ظاهراً. وفي ماينز فر كبير الأساقفة ألبرخت ولم يستطع مواجهة العاصفة وإن قام نائبه بإنقاذ كرسي الأسقفية وذلك بتوقيع المطالب الاثني عشر وبدفع فدية قدرها ١٥٠٠٠ جيلدر، وفي الحادي عشر من شهر أبريل رفض أهالي مدينة