الإنجيل لا يجعل الأمتعة على الشيوع إلا بالنسبة لمن يفعلون، بإرادتهم الحرة، ما كان الرسل والحواريون يفعلونه في الإصحاح الرابع. إنهم لم يطلبوا مثل فلاحينا المجانين في سورة غضبهم عندما يطالبون بأن تكون أمتعة الآخرين سواء كانت لبيلاطس أم لهيرود - مشاعاً لهم وأنهم لم يطلبوا تطبيق هذا إلا على أمتعتهم. ومهما يكن من أمر فإن فلاحينا سوف يحصلون على أمتعة الآخرين باعتبارها مشاعاً لهم ويحتفظون بأمتعتهم لأنفسهم، فما أروع هؤلاء من مسيحيين! أعتقد أنه لم يبق الشيطان في الجحيم وان الشياطين جميعاً قد انطلقت إلى الفلاحين".
أما الحكام الكثالكة فإنه عرض عليهم غفرانه إذا قضوا على العصاة دون محاكمة. وأوصى الحكام البروتستانت بالصلاة والندم والمفاوضة ولكن إذا ظل الفلاحون على عنادهم: "عندئذ سارعوا بامتشاق الحسام لأن أي أمير أو سيد يجب أن يتذكر في هذه الحالة أنه كاهن لله وأنه أداة نقمته تعالى (الرومان ١٣) الذي يمتشق من اجله الحسام لضرب رقاب هؤلاء الأتباع … وإذا كان في وسعه أن يعاقب ولا يفعل - حتى لو كان العقاب أن يستل الحياة ويسفك الدماء - فإنه يبوء بإثم كل جرائم القتل والشرور التي يرتكبها هؤلاء الأتباع … وعندئذ على الأتباع أن يستمروا بلا اكتراث ودون أن يعذبهم الضمير في النضال كالأبطال مادامت قلوبهم تحقق بين ضلوعهم … وإذا خطر لأحد أن هذا صعب جداً فليتذكر أن الثورة لا تحتمل وأن دمار العالم أمر متوقع في كل ساعة" (٣٣).
وكان من سوء حظ لوثر أن تصل هذه الرسالة الغاضبة إلى قرائها في الوقت الذي بدأت فيه الطبقات المالكة في إخضاع الثورة. وتلقى المصلح ثناء لا يستحقه على الإرهاب بالقمع ومن غير المحتمل أن يكون السادة المعرضون للخطر قد تأثروا بالكتيب إذ كانوا بطبعهم يميلون إلى معاملة العصاة بقسوة تكون رادعاً لهم ولا تمحى ذكراها من أذهانهم وقد أخذوا