للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزوجات (٥٠). ومهما يكن من أمر فإن الطائفة رفضت بصفة عامة أية مشاركة إجبارية في الامتعة، ودافعت عن مبدأ العون الاختياري المتبادل. وتمسكت بأن الشيوعية سوف تكون آلية وشاملة في ملكوت السماء (٥١).

ولقد استلهمت كل جماعات اللامعمدانيين سفر الرؤيا. وتوقع عودة المسيح المبكرة بصفة يقينية إلى الأرض. وأكد كثير من المؤمنين أنهم يعرفون موعد مجيئه. وحددوا الساعة واليوم. ومن هنا كان لابد من القضاء على كل الكفار - وهم هنا كل الناس ما عدا اللامعمدانيين - بحد سيف الرب، ولابد أن يعيش الصفوة يحفهم المجد في فردوس أرضي بلا قوانين ولا زواج. وينعمون بفيض زاخر من أطايب كل شيء (٥٢). وعلى هذا فإن الناس الذين يحدوهم هذا الأمل سلحوا أنفسهم ضد الكدح ووحدانية الزوجة.

وظهر اللامعمدانيون لأول مرة في سويسرا. ولعل مسيحية تدعوا إلى السلام قد تسربت من ثورة الولدان في جنوب فرنسا والبيغارد في الأراضي المنخفضة، وتبنى قليل من المثقفين هنا وهناك كما في بازل فكرة إقامة مجتمع شيوعي. ولعل بعض الفقرات الشيوعية في "المدينة الفاضلة"، كما صورها مور، قد حفزت العلماء الذين تجمعوا حول أرازموس هناك، وأصبح ثلاثة من أعضاء تلك الحلقة زعماء لامعمدانيين وهم: كونراد جريبل وفيلكس مانز الزيوريخي وبالتازار هيبماير الوالد شوتي في حدود النمسا المواجهة. وفي ١٥٢٤ زار مينزر والد شوت وجاء كارتشاتادت إلى زيورخ، وتكونت طائفة من اللامعمدانيين في زيورخ باسم "الروحانيين" أو "الإخوان"، وأخذت تبشر بالتعميد عند البلوغ وبمجيء المسيح، ورفضت الاعتراف بالكنيسة والدولة، واقترحت وضع نهاية لتقاضي الفائدة والضرائب وإلغاء الخدمة العسكرية وضرائب العشور وتحريم حلف اليمين.