ونظموا ثورة، وسجنوا الملك، ولكن سرعان ما قلي جنودهم حتفهم بعد أن سلبت الخمر عقولهم، وذلك على يد جنود اللامعمدانيين ولعبت النساء دوراً بطولياً في انتصار القدس الجديدة واتخذ جون، بعد أن أطلق سراحه وأعيد إلى عرشه. عدة زوجات (كما يقول المؤرخون من خصومه)، وحكم المدينة حكماً يتسم بالعنف والطغيان (٦٥). ولابد أنه كان يتصف ببعض الصفات اللطيفة لأن آلاف الناس تحملوا حكمه وعرضوا للتضحية بأرواحهم في خدمته. وعندما طالب بمتطوعين يسيرون وراءه في هجوم مضاد على معسكر الأسقف انخرط في خدمته عدد كبير من النساء أكثر مما رأى أنه من الحكمة أن يستخدمن، وعندما طلب "رسلاً" لاقتحام الطريق لطلب العون من جماعات اللامعمدانيين الأخرى حاول اثنا عشر رجلاً أن يخترقوا خطوط الأعداء، وقبض عليهم جميعاً وقتلوا، واندفعت فجأة امرأة متحمسة مستلهمة قصة جوديث، إلى الخارج لاغتيال الأسقف، وحيل بينها وبينه، وأعدمت.
وعلى الرغم من أن الكثيرين من اللامعمدانيين في ألمانيا وهولندا رفضوا التجاء طائفتهم الأخوية في منستر للقوة فإن الكثيرين منهم هتفوا استحساناً للثورة. وتمتمت كولونيا وترير وأمستردام وميدن بصلوات لامعمدانية دعت فيها بنجاح اللامعمدانية وأبحرت من أمستردام خمسون سفينة (٢٢ مارس و ٢٥ مارس سنة ١٥٣٥) تحمل إمدادات للمدينة المحاصرة، ولكن السلطات الهولندية فرقتها كلها بدداً. وفي الثامن والعشرين من مارس استولت عصابة من اللامعمدانيين على دير في وست فريزلاند، وحصنته بعد أن سمعت صدى ثورة منستر، ولكنها غلبت على أمرها، وفقد من أفرادها ثمانمائة.
وعندما واجهت قوى الإمبراطوريّة المحافظة من البروتستانت والكاثوليك على السواء هذه الثورة التي استشرت حشدت جنودها لقمع حركة