الثورة الصريحة. ولكن لابد أن عدداً لا يستهان به من المواطنين ذوي النفوذ قد أيدوه، ولو على أساس النظرية العامة للأخلاق، لأن آخرين كانوا في حاجة إليها. وليس من شك في أن تدفق الهوجنت الفرنسيين وغيرهم من البروتستانت قد أطلق يد كالفن، ثم أن قصر التجربة على مدينة جنيف وما وراءها قد رفع من فرص النجاح. ولا شد أن الخوف المتواتر من غزو الدول المعادية لها (سافوي وإيطاليا وفرنسا والإمبراطوريّة) وامتصاصها قد فرص الاستقرار السياسي والخضوع المدني، ورفع الخطر الخارجي من شأن النظام الداخلي، وعلى أي حال فإن لدينا وصفاً حماسياً للنتائج التي أسفر عنها هذا الحكم، بقلم شاهد عيان وهو برناردينو أوكينو، وهو إيطالي بروتستانتي، وجد ملجأ في مدينة جنيف.
"إن السب والتجديف وعدم التمسك بالعفة وتدنيس المقدسات والزنا والحياة غير الطاهرة، كما يشيع ويغلب ذلك في كثير من الأماكن التي عشت فيها، غير معروفة هنا. ليس هناك قوادون ومومسات. إن الناس لا يعرفون ما هو الأحمر، وكلهم يرتدون زياً واحداً، والألعاب التي تعتمد على الحظ ليست مألوفة. والخير جد وفير إلى حد أن الفقراء ليسوا في حاجة إلى التسول. والناس يأمر بعضهم بعضاً بالمعروف بطريقة أخوية كما فرض المسيح.
والدعاوى اختفت من المدينة ولم يعد فيها أي اتجار بالمقدسات أو قتل أو روح حزينة، وعمها السلام وحب الخير، ومن جهة أخرى ليست هناك آلات أرغن ولا أجراس تدق ولا أغاني استعراضية ولا شموع تشعل أو مصابيح تضاء (في الكنيسة) وليس هناك مخلفات مقدسة أو صور أو تماثيل أو مظلات أو أثواب فاخرة أو هزليات أو احتفالات باردة. إن الكنائس خالية تماماً من عبادة الأوثان" (٤٦).
ولا تتفق سجلات المجلس المستفيضة عن هذا العهد، مع هذا التقرير،