وقضى في هذا العمل ثلاث سنوات وآل إلى ست مجلدات. وفي آية عن إشعيا ٧: ١٤ الذي كان جيروم قد جعلها "عذراء سوف تحمل"، شرح سرفيتوس أن الكلمة العبرية لا تعني عذراء بل امرأة شابة، ورأى أنها لا تشير إشارة تنبئية إلى مريم بل إلى زوجة حزقيال، وأوضح بنفس الروح أن بعض الفقرات الأخرى في العهد القديم التي تبدو تنبئية تشير فقط إلى شخصيات أو حوادث معاصرة. وقد ثبت أن هذا محير للبروتستانت والكاثوليك على السواء.
ولا ندري متى اكتشف سرفيتوس الدورة الدموية الرئوية - مرور الدم من الغرفة اليمنى للقلب على طول الشريان الرئوي إلى الرئتين وتدفقه خلالهما وتنقيته هناك بالتعريض للهواء، وعودته في الوريد الرئوي إلى الغرفة اليسرى من القلب، وبقدر ما هو معروف الآن فإنه لم ينشر اكتشافه حتى عام ١٥٥٣ عندما أدرجه في مؤلفه الأخير "إعادة المسيحية".
وقد جاء بالنظرية في رسالة لاهوتية لأنه اعتقد أن الدم بمثابة الروح الجوهرية في الإنسان، ومن ثم يعد - ربما أكثر من القلب أو المخ - المقر الحقيقي للروح. وإذا أرجأنا فترة النظر في مشكلة أسبقية سرفيتوس في هذا الاكتشاف فحسبنا أن نلاحظ أنه من الواضح أنه أكمل رسالته "إعادة المسيحية" في سنة ١٥٤٦ لأنه أرسل في ذلك العام المخطوطة إلى كالفن.
وكان العنوان نفسه تحدياً للرجل الذي كتب شريعة الدين المسيحي، بيد أن الكتاب إلى جانب ذلك رفض الفكرة القائلة بأن الله قدر على أرواح أن تعذب في نار جهنم بغض النظر عن حسناته أو سيئاتها، باعتبار أن هذه الفكرة كفر وتجديف. وقال سرفيتوس إن الله لا يحكم على أحد لا يدين نفسه. ولا بأس بالإيمان ولكن المحبة خير وأبقى، لأن الله نفسه محبة، وظن كالفن أنه يكفيه لكي يدحض هذا كله أن يرسل إلى سرفيتوس نسخة