ذكية وبفقرات استشهد بها من الكتاب المقدس أو أقوال رددها آباء الكنيسة. وتساءل عن حق كالفن في التدخل في المحاكمة ووصفه بأنه من مريدي سيمون ماجوس وهو مجرم وسفاك للدماء (٦٧). فرد عليه كالفن في ثلاثة وعشرين صفحة، عرضت على سرفيتوس، الذي أعادها بدوره إلى المجلس بتعليقات هامشية "كذاب" و "دجال" و "منافق" و "تعس شقي"، ولعل ما عاناه سرفيتوس من نصب في السجن خلال شهر وما لاقاه من تعذيب عقلي قد حطم ضبط النفس. وتقارير كالفن ذاتها عن المحاكمة دبجت بأسلوب العصر، فنراه يكتب عن سرفيتوس فيقول:"مسح الكلب القذر أنفه" و "السافل الغادر"(٦٨) يلوث كل صفحة و "تخريفات منافية للتقوى"(٦٩). والتمس سرفيتوس من المجلس أن يتهم كالفن بأنه "يقمع حقيقة يسوع المسيح" وأن "يمحوه من الوجود" ويصادر أمواله، وذلك لتعويض سرفيتوس بهذه الإجراءات عن الإضرار التي لحقت به من جراء أعمال كالفن. ولم يقابل الاقتراح بالترحيب.
وفي اليوم الثامن عشر من أكتوبر وردت الردود من الكنائس السويسرية التي طلب منها إبداء المشورة، فرأت كلها إدانة سرفيتوس، ولم يطلب واحد منها إعدامه. وبذل بيران آخر مجهود لإنقاذه في اليوم الخامس والعشرين من أكتوبر بالمطالبة بإعادة المحاكمة أمام مجلس المائتين ولكنه غلب على أمره. وفي اليوم السادس والعشرين أصدر المجلس الصغير حكماً بالإعدام بإجماع الآراء، واستند في الحكم على دليلين يثبتان الهرطقة - مذهب التوحيد ورفض التسليم بتعميد الأطفال. ويقول كالفن، إن سرفيتوس عندما سمع النطق بالحكم "أنّ وتأوه كرجل فقد رشده و … دق صدره وزمجر قائلاً بالإسبانية Miserivordia! Misericordia!، وطلب أن يسمح له بالحديث مع كالفن وتوسل إليه طالباً الرحمة، بيد أن كالفن لم يعرض عليه أكثر من إجراءات المواساة الأخيرة للدين الحق إذا سحب هرطقاته، ولم يرض سرفيتوس، وطلب أن تقطع رأسه ولا يحرق، وكان كالفن يميل إلى دعم هذا