للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البروتستانتية في سويسرة وفرنسا وسكوتلندة وأمريكا، واستولت على قطاعات كبيرة من البروتستانتية في هنغاريا وألمانيا وهولندة وإنجلترا. ولقد أضفى كالفن على البروتستانتية في كثير من البلاد تعظيماً وثقة واعتزازاً بالنفس مكنتها من أن تعيش وتصمد لألف محنة محتة.

وقبل وفاته بعام انضم تلميذه أوليفيانوس إلى أورسينوس تلميذ ميلانكتون في إعداد وعظ هيدلبرج الذي أصبح تعبيراً مقبولاً لعقيدة الإصلاح الديني في ألمانيا وهولندة. ووفق بيز وبولينجر بين مذهبي كالفن وزونجلى في الإقرار السويسري البروتستانتي الثاني (١٥٦٦) الذي أصبح وثيقة رسمية للكنائس التي اتبعت الإصلاح الديني في سويسرة وفرنسا وتابع بيز باقتدار عمل كالفن في جنيف نفسها. بيد أنه ما أن مر عام حتى أخذ كبار رجال الأعمال الذين يسيطرون على المجالس في مقاومة محاولات مجمع الكرادلة والجمعية المبجلة بنجاح ازداد شيئاً فشيئاً ليستبدلوا بها الرادع الأخلاقي في العمليات الاقتصادية، وبعد وفاة بيز (١٦٠٨) دعم أغنياء التجار نفوذهم (سيادتهم) وفقدت الكنيسة في جنيف مزاياه الإدارية - (التوجيهية) التي كان كالفن قد ظفر بها لها في الشئون غير الدينية. وفي القرن الثامن عشر خفف تأثير فولتير من التقليد الكالفيني، وقضى على سيطرة الأخلاق المتطهرة النزعة بين الناس. وكافحت الكاثوليكية في جلد وصبر لتسترد مكانها في المدينة، وعرضت مسيحية خافية من الكدر ونزعة أخلاقية خالية من الصرامة، وكان ٤٢ في المائة من السكان في عام ١٥٩٤ كاثوليك و ٤٧ في المائة منهم بروتستانت (٧٩).

ولكن أعظم بناء قام به الإنسان له أثر كبير في جنيف هو النصب التذكاري للإصلاح الديني "المبجل الذي يمتد في بهاء على طول سور بستان ويحتفل بانتصارات البروتستانتية وترتفع في وسطه تماثيل فاريل وكالفن وبيز ونوكس القوية.