للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدور المضيفة والحامية لكتاب وفلاسفة ولاجئين من البروتستانت. وأنجبت عام ١٥٢٨ إبنة لهنري هي جان دلبريه، التي قدر لها أن تحظى بالشهرة باعتبارها أم هنري الرابع، وبعد عامين أنجبت إبناً مات في مرحلة الطفولة، ومنذ ذاك لم تلبس إلا ثياب الحداد. وكتب لها فرانسيس رسالة تفيض ورعاً وحناناً كأي رسالة يمكن أن نتوقعها من يراعها. ومهما يكن من شيء فإنه سرعان ما أمرها هي وهنري بتسليم جان له، لتنشأ بالقرب من البلاط الملكي. فقد خشي أن يخطبها هنري لفيليب الثاني ملك أسبانيا، أو أن تشب بروتستانتية. وكان هذا الفراق أشد النوائب الكثيرة التي أصابت مرجريت قبل وفاة الملك ولكنه لم يصدها عن الإخلاص له. وإنه لأمر يدعو إلى الأسى، وإن كان هذا ضرورياً أن نروي ما حدث عندما أمر فرانسيس جين بالزواج من الدوق دي كليف، ورفضت جين، فأيدت مرجريت الملك إلى حد أنه أصدرت تعليماتها لمربية جين بجلدها إلى أن تذعن. وضربت جين مراراً عديدة، ولكن جين الشجاعة - وكانت فتاة في الثانية عشرة من عمرها - أصدرت وثيقة موقعة منها نصت على أنها إذا أكرهت على الزواج فإنها سوف تعتبره لاغياً. ومع ذلك فقد أعدت الترتيبات للزفاف على أساس نظرية تقول إن حاجات الدولة هي القانون الأعلى، وقاومت جين حتى آخر لحظة، وكان لابد من حملها إلى الكنيسة حملاً، وما أن انتهت مراسيم الحفل حتى فرت، وذهبت لتعيش مع أبويها في بو حيث كاد تبذيرها في الإنفاق على الثياب والبطانة واسرافها في التبرعات يؤدي بها إلى الخراب.

وكانت مرجريت نفسها المثال المجسم للإحسان. وكانت تسير دون أن يرافقها حارس في شوارع بو "مثل أي فتاة بسيطة"، وتسمح لكل مَن يريد بمقابلتها، وتستمع مباشرة إلى أشجان شعبها وقالت: "ينبغي ألا ينصرف أحد حزيناً أو مغموماً من حضرة أمير، لأن الملوك هم رعاة الفقراء … والفقراء عيال الله" (١٩). وأطلقت على نفسها لقب "رئيس