فراش، فسوف أمنحه فراشي، وأرقد على الأرض مبتهجة لما حمله إلي من أنباء طيبة (٦٦). وبعثت بالرسل إلى باريس فعادة وكذبوا عليها، وأكدوا لها أن الملك سليم معافى، إلا أن الدموع المختلسة التي انثالت من عيني راهبة كشفت عن الحقيقة، ولبثت مرجريت أربعين يوماً في الدير وهي تعمل رئيسة له، تردد الأناشيد المقدسة القديمة مع الراهبات.
وعندما عادت إلى بو أو نيران أسلمت نفسها للتقشف الشديد، وخيانات زوجها، وأهواء ابنتها المتقلبة، ووجدت السلوى، بعد السنوات التي أمضتها في شجاعة نصف بروتستانتية، في الشعيرة الكاثوليكية بألوانها وبخورها وموسيقاها الجذابة، وأسقمتها الكالفينية التي كانت تأسر جنوبي فرنسا، وأفزعتها، فعادت إلى تقواها التي عرفت بها في الطفولة.
وفي ديسمبر عام ١٥٤٩، وبينما كانت ترقب مذنباً في السموات، أصيبت بحمى أثبتت أنها كانت عنيفة، إلى حد أنها حطمت هيكلاً وروحاً أوهنتهما قساوات الحياة. وكانت قبل ذلك بسنوات قد كتبت سطوراً وكأنها نصف عاشقة لخدر الموت: