لم يكنوا لها وداً قط، لا هم ولا زوجها. وظلت عشر سنوات عاقراً، على الرغم من الجهود العديدة، وارتاب الأطباء في أنها أصيبت بعدوى مرض وبيل، ورثته من أبويها. وعندما تبدد أمل كاترين دي مديتشي كما كانت تسمى في فرنسا، في لحصول على ذرية ذهبت تبكي إلى فرانسيس وعرضت عليه أن تقدم طلباً بالطلاق وتنزوي في دير، ورفض الملك في كرم منه هذه التضحية. وتفتحت أخيراً أبواب الأمومة، وجاء الأولاد واحداً إثر الآخر كل عام تقريباً. وبلغ عددهم على الإجمال عشرة، وهم بخاصة فرانسيس الثاني الذي قدر له أن يتزوج ماري ستيوارت واليزابث التي قدر لها أن تتزوج فيليب الثاني وشارل التاسع الذي شاءت الأقدار أن يصدر الأمر بمذبحة سان بارثولوميو وإدوارد الذي أصبح هنري الثالث بطل المأساة المعروفة ومرجريت دي فالوا التي قدر لها أن تتزوج هنري ملك نافار وتضطهده. وطوال كل تلك السنوات العقيمة أو الخصيبة باستثناء السنوات الأربع الأولى كان زوجها يمنح حبه لديان دي بواتيه في الوقت الذي كان ينجب فيه منها أولاداً.
وكانت ديان فريدة بين عشيقات الملوك اللاتي كان لهن دور رئيسي في التاريخ الفرنسي. ولم تكن جميلة. وعندما أحبها هنري، وهو في السابعة عشرة من عمره (١٥٣٦) كانت في السابعة والثلاثين من عمرها، وبدأ الشيب يغزو شعرها، والتجاعيد تسجل سنوات عمرها على جبينها، وكانت مفاتنها الجسدية لا تعدو الطلاوة، والبشرة الناضرة بفضل غسلها بالماء البارد في جميع الفصول. ولم تكن عاهرة. وكانت فيما يبدو مخلصة لزوجها لويس دي بريزيه حتى وفاته وعلى الرغم من أنها انغمست مثل هنري، في علاقتين جانبيتين أو ثلاث، إبان علاقتها غير الشرعية بالملك، فإنها كانت مجرد حوادث تغتفر وألحان لطيفة في أغنية حبها. ولم تكن ممن يجنحون إلى الخيال، بل كانت عملية جداً، تصنع كل شيء في أوانه. ولم تستنكر