"وإذا أخذ رجل امرأة أخيه فذلك نجاسة … يكونان عقيمين" ومهما يكن من أمر فإن هناك آية أخرى تنص على خلاف ذلك: "إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن … أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة". (سفر التثنية: إصحاح ٢٥ آية ٥). واستنكر كبير الأساقفة وارهام الزواج المقترح ودافع عنه الأسقف فوكس الونشستري إذا أمكن الحصول على محلل من البابا للمانع من المصاهرة. وطلب هنري السابع الحصول على المحلل. فمنحه له البابا يوليوس (١٥٠٣) وجادل بعض خبراء القانون الكنسي في حق البابا في التحلل من مبدأ نص عليه الكتاب المقدس (٥٠) وأكد البعض حقه في هذا، أما يوليوس نفسه فقد راودته بعض الشكوك (٥١). وأعلنت رسمياً الخطبة، وهي في الواقع زواج شرعي - عام ١٥٠٣، ولما كان العريس لا يزال في الثانية عشرة من عمره فحسب فقد أجلت المعاشرة. وفي عام ١٥٠٥ طلب الأمير هنري إعلان بطلان الزواج، لأن أباه أكرهه (٥٢) عليه ولكنه أقنع بصحة الزواج على أساس أنه مصلحة إنجلترا.
وفي عام ١٥٠٩، وبعد ستة أسابيع من ارتقائه العرش احتفل علناً بالزواج. وبعد سبعة شهور (٣١ يناير سنة ١٥١٠) أنجبت كاثرين أول طفل لها، وقد مات عند الولادة. وأنجبت بعد ذلك بعام ابناً وابتهج هنري بولادة وريث ذكر يصل به سلسلة نسب تيودور، ولكن الطفل مات بعد بضعة أسابيع وسقط ابن ثان وثالث بعد الولادة مباشرة (١٥١٣ و ١٥١٤). وبدأ هنري يفكر في الطلاق. أو بعبارة أدق في إعلان بطلان الزواج باعتباره غير صحيح. وحاولت كاثرين المسكينة مرة أخرى وفي عام ١٥١٦ أنجبت طفلة قدر لها أن تكون الملكة ماري. وأذعن هنري وقال لنفسه:"إذا كانت هذه المرة ابنة فإن الأبناء سوف يجيئون بعدها (٥٣) "