(١٥٥٣) أحرق سرفيتوس في المحرقة. وبعد أن ظل الهاربون تتقاذفهم أمواج بحر الشمال معظم أيام الشتاء سمح لهم بالدخول أخيراً ووجدوا معاملة إنسانية في إمدن.
وسارت ماري إلى نهايتها المحتومة بقدر كئيب. وكان زوجها التقى في حرب غير منطقية وقتذاك مع البابوية وكذلك مع فرنسا، وجاء إلى إنجلترا (٢٠ مارس سنة ١٥٥٧) وحث الملكة على أن تشترك إنجلترا في الحرب باعتبارها حليفة. ولكي يخفف من كراهية الإنجليز لمهمته، أقنع ماري بالاعتدال في الاضطهاد (٦٨)، ولكنه لم يستطع أن يكسب بسهولة تأييد الجمهور بل كان الأمر على العكس، فبعد شهر من وصوله أشعل توماس ستافورد، ابن أخي الكاردينال بول، ثورة لتحرير إنجلترا من ماري وفيليب على السواء، ولكنه هزم وشنق (٢٨ مايو سنة ١٥٥٧) ولقد اترع البابا كاس الملكة تعاسة برفضه الاعتراف ببول قاصداً رسولياً واتهم بالهرطقة. وكانت ماري في لهفة لإرضاء فيليب ومقتنعة أن هنري الثاني قد أيد ستافورد في مؤامرته، وأعلنت الحرب على فرنسا في ٧ يونيه. وبعد أن حقق فيليب غرضه غادر إنجلترا في يوليو وراود الشك ماري في أنها لن تراه أبداً مرة أخرى. وقالت:"سوف أعيش ما بقي من أيامي دون رفيق من الرجال (٦٩) ". وفقدت إنجلترا في هذه الحرب التي لم ترغب فيها كاليه (٦ يناير سنة ١٥٥٨) التي كانت قد احتفظت بها ٢١١ عاماً وآلاف الإنجليز من الرجال والنساء الذين عاشوا هناك وفروا الآن إلى بريطانيا، لاجئين معدمين، وأذاعوا الاتهام المرير المنسوب إلى حكومة ماري بأنها أهملت إهمالاً إجرامياً في الدفاع عن آخر ممتلكات إنجلترا في القارة. وعقد فيليب صلحاً موافقاً له دون أن يطب استعادة كاليه. وكانت ثمة عبارة قديمة تتردد هي أن ذلك الميناء الثمين كان "ألمع جوهرة في التاج الإنجليزي". وأضافت ماري عبارة أخرى إلى الحكاية "عندما أموت وتفتحون صدري فسوف