للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو يهوه، عسى أن يهدئ دم عبدة الأوثان المقيت غضب الرب ولا يهلك الجمع بأسره (٣١)؟

ولكنه كتب بين آن وآخر، وإن كان هذا نادراً، فقرات تفيض رقة وجمالاً، وجديرة بسانت بول الذي ألهمه، مثل "رسالة إلى إخوانه في إسكوتلندة" لن ألجأ إلى أي تهديد، لأني كبير الأمل في أنكم سوف تمشون مثل أبناء الضوء، وسط هذا الجيل الخبيث، وأنكم سوف تكونون مثل النجوم في الليل، التي لا تتغير مع ذلك في الظلام، ومثل قمحة وسط صدفة … ومن عداد الرجال المتبتلين العقلاء، وتملأون مصابيحكم بالزيت من جديد كل يوم، كأولئك الذين ينتظرون في صبر الظهور المجيد ليسوع الرب ومجيئه، وهو الذي تحكم روحه القديرة وتعلمكم وتنير قلوبكم وعقولكم في كل ما يوجه إليكم من هجوم الآن وإلى الأبد (٣٢).

وهناك رسالة موجهة متميزة أكثر من غيرها هي أول "نفخة في البوق ضد كتيبة النساء المروعة" التي دبجت في دبيب عام ١٥٥٨ ضد ما خيل لنوكس أنه وباء الحاكمات من النساء في أوربا - ماري تيودور وماري أميرة اللورين وماري ستيوارت وكاثرين دي مديتشي. وفي وسعنا أن ندرك مدى هلعه من تطبيق ماري تيودور لمبادئه، ولكن حتى إذا لم تضطهد ماري أعداءها فإن نوكس يعدها وحشاً ووصمة سياسية تنتهك القاعدة الطبيعية التي تقول إن الرجال يجب أن يحكموا الدول. وبدأ يقول "لا عجب أن نجد بين كثير من العقول الخصيبة التي أنجبتها جزيرة بريطانيا العظمى كثيراً من الوعاظ الورعين والمتحمسين بقدر ما طعمت أحياناً، ولا يوجد بين الكثيرين من علماء اللاهوت والرجال ذوي الرأي الرصين الذين نفتهم إيزابيل (ماري تيودور)، رجل مقدام شجاع ومخلص للرب … يجرؤ على تنبيه سكان تلك الجزيرة إلى مدى ما وصلت إليه من بغض