عند ارتكابه لها للمرة الثانية، والإعدام إذا ارتكبها مرة ثالثة. ولكن لما كان النبلاء الذين يتحكمون في المجلس النيابي يريدون الأرض أكثر مما يريدون سفك الدماء، وبما أنهم لم يتبعوا اللاهوت الكالفيني حرفياً فإن مطاردة هؤلاء الإسكوتلنديين الذين ظلوا كثالكة، بقي معتدلاً نسبياً، ولم يصل قط إلى توقيع عقوبة بدنية. وبعد أن سمح للنبلاء برفض الاعتراف بالمطهر باعتباره أسطورة، ادعوا أنهم غبنوا في جانب من ذمتهم المالية بالهبات التي قدمها أجدادهم من الأرض أو المال لدفع أتعاب لقساوسة يرتلون قداسات من أجل الموتى، الذين قدر عليهم طبقاً للاهوت الجديد، الخلاص أو اللعنة قبل خلق العالم، ولهذا فإنه يمكن التعبير في بهجة عن نزع ملكية الكنيسة بأنه استرداد للأموال المختلسة، وأغلقت معظم الأديار الإسكوتلندية، واستولى النبلاء على ثروتها ولم تدبر الحكومة في مبدأ الأمر أي مورد للقساوسة الكالفينيين، وكان هؤلاء قد استخدموا كمعاونين إيدولوجيين في الثورة، ولكن النبلاء كانوا قد فقدوا وقتذاك الاهتمام باللاهوت. وكان نوكس ورفقاؤه من الوعاظ الذين خاطروا وضحوا بالكثير من أجل النظام الجديد قد توقعوا، أن تستخدم أملاك الكنيسة في مساندة الكنيسة الإسكوتلندية ورجال الأكليروس بها. والتمسوا من المجلس النيابي إقرار هذا التدبير فلم يتلقوا جواباً، ولكن خصص لهم في آخر الأمر سدس الأسلاب. ووجد أن هذا يقصر عن تحقيق مطالبهم فانقلبوا ضد الأرستقراطية النهمة وبدأ الحلف التاريخي بين أتباع الكنيسة المشيخية الإسكوتلندية والديمقراطية.
وتفردت حركة الإصلاح الديني الإسكوتلندي بين حركات الإصلاح الديني جميعاً بأنه لم يسفك فيها إلا أقل قدر من الدماء، وكانت مع ذلك أبقاها، وقاسى الكثالكة في صمت، وهرب أساقفتهم وقبل معظم قساوسة الأبرشيات التغيير باعتباره ليس أسوأ من ظلم الأساقفة وزياراتهم التفتيشية.