القومية إلى روما، ومن صكوك الغفران التي تكلف مشتريها غالياً بصورة غير معقولة، ومن اتجار رجال الدين بالمقدسات والرتب والوظائف الدينية، ومن ارتفاع نفقات التقاضي أمام المحاكم الأسقفية. واستاء صغار النبلاء الزلاخته Sziachka بصفة خاصة من إعفاء رجال الأكليروس من الضرائب ومن جباية رجال الأكليروس لضرائب العشور من النبلاء أنفسهم. ولعل بعض البارونات من ذوي النفوذ قد استمعوا في تعاطف إلى نقد لوثر للكنيسة، لأسباب اقتصادية، وكان لما يتمتع به اللوردات الإقطاعيون من شبه سيادة الفضل في إسباغ الحماية على الحركات البروتستانتية المحلية، كما كان لاستقلال الأمراء الألمان الفضل في إمكان نشوب الثورة وحماية لوثر. ودافع راهب دانزج على رسائل لوثر ودعا إلى القيام بإصلاحات كنسية، وتزوج وارثة (١٥١٨)؛ وانتهج واعظ آخر نهج لوثر فعلاً إلى حد أن عدة جماعات من المصلين أزالت كل الصور الدينية من كنائسها (١٥٢٢)، وما أن حل عام ١٥٤٠ حتى كانت كل منابر الوعظ في دانزج في أيدي البروتستانت. وعندما قدم بعض رجال الأكليروس في براونزبرج البولندية البروسية الشعيرة اللوثرية وشكا كبراء القساوسة في الكاتدرائية إلى أسقفهم، رد بأن "لوثر بنى آراءه على الكتاب المقدس وكل مَن يشعر بأن في مقدوره أن يدحضها فليضطلع بالعبء (١٥١٠) (٨"). وأقنع سجسموند الأول بفرض رقابة على المطبوعات، ومنع دخول كتابات لوثر، غير أن كاتم سره وكاهن الاعتراف الفرنسسكاني الخاص ببونا إعتنقا العقيدة المحرمة سراً وكسبتهما إلى صفها، وأهدى كالفن عام ١٥٣٩ كتابه "تعليق على القداس" لولي العهد.
وعندما الأمير ملكاً باسم سجسموند الثاني انتشرت اللوثرية والكالفينية على السواء بسرعة. وترجم الكتاب المقدس إلى اللغة البولندية، وبدأت اللغة الدارجة تحل محل اللغة اللاتينية في الشعائر الدينية. وأعلن