للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبلاء، وتولى زمام الأمور في الدولة، وبعد ثلاث سنوات قام مطران موسكو بتتويجه قيصراً، ثم أمر القيصر بأن ترسل إليه نخبة من العذارى النبيلات من مختلف أنحاء المملكة، واختار منهن أنستاسيا رومانوفا وتزوج منها، ومن لقب أسرتها سوف يتحدد عما قريب لقب أسرة حاكمة.

وفي ١٥٥٠ دعا أول جمعية وطنية من جميع أنحاء روسيا، واعترف أمامها بجميع أخطائه في شبابه، ووعد بإقامة حكومة عادلة رحيمة. ولعله تحت تأثير الاصلاح في ألمانيا واسكنديناوه، درست الجمعية اقتراحاً بمصادرة أملاك الكنيسة لتدعيم الدولة. ورفض هذا الاقتراح، ولكن اتخذ قرار آخر متصل به، بمقتضاه استردت كل الأراضي المنقولة للكنيسة وغير الخاضعة للحجز، كما ألغيت كل الهبات التي منحت للكنيسة أيام كان إيفان قاصراً. ولم يعد للأديار حق حيازة أية ممتلكات دون موفقة القيصر. وهدأ بال رجال الدين نوعاً ما عندما عين إيفان الكاهن سلفستر مرشداً روحياً له، واتخذ منه ومن ألكسيس أداشيف وزيرين له، وبفضل هذين المعاونين القديرين كان إيفان في سن الحادية والعشرين سيداً على مملكة تمتد من سمولنسك إلى الأورال، ومن المحيط المتجمد إلى بحر قزوين تقريباً.

وكان همه الأول تقوية الجيش، والموازنة بين قوى النبلاء المعادين له، عن طريق هيئتين مسئولتين أمامه: فرسان القوزاق ومشاة سترلتس Strieltsi (١) ، مزودة بالهركوبة ( Harquebus) - نوع من الأسلحة النارية اخترع في القرن الخامس عشر. ونشأ القوزاق في هذا القرن من طبقة الفلاحين الذين كان مقامهم في جنوب روسيا بين المسلمين والمسكوف يقتضيهم أن يكونوا دوما على أهبة الاستعداد للقتال عند أول صيحة، كما هيأ لهم


(١) مشتقة من معنى إطلاق النار. أما القوزاق فيحتمل أنها محرفة عن لفظة تركية معناها مغامر.