للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم في ذاك العصر. وكان هو نفسه واسع الثقافة. وكان يعرف عدة لغات، واضح أن من بينها اللاتينية (١). وشيد لنفسه مقبرة بلغت من الفخامة والضخامة مبلغاً ظن معه أن موته (١٣٠٤) كان بمثابة دخوله ظافراً منتصراً إلى مقر أشرف وأعظم.

ووصف ماركو بولو تبريز بأنها "مدينة عظيمة متألقة". وقال عنها فرا أودريك Fra Oderic، (١٣٢٠) " إنها أجمل مدينة في العالم للتجارة، فهنا توجد أية سلعة بكميات وفيرة .... " ويقول المسيحيون هنا "إن الدخل الذي كانت تدفعه المدينة لحاكمها يفوق ما تدفعه فرنسا كلها لمليكها " (٢) هذا بالإضافة إلى "المباني الأنيقة والمساجد الفخمة"، "وأروع الحمامات في العالم" (٣). وقدر أودريك أن عدد سكانها يبلغ مليوناً من النفس.

وتابع أولجايتو السياسة المستنيرة التي انتهجها أخوة غازان. وشهد عصره بعضاً من أروع العمارة والزخرفة في تاريخ فارس، وان سيرة قاضي قضاته رشيد الدين فضل الله لتوضح ازدهار التعليم والثقافة والآداب في هذا العصر. وولد رشيد الدين سنة ١٢٤٧ في همذان، وربما كان أبواه من اليهود، كما قال أعداؤه، مستشهدين بسعة اطلاعه وعلمه بالشريعة الموسوية. ولقد خدم رشيد الدين الخان أباقا كطبيب له، وغازان بوصفه كبيراً للوزراء، وأولجايتو بوصفه صاحب بيت المال. وشيد في إحدى الضواحي شرقي تبريز حياً جديداً أسماه "ربع الرشيد"، وهو مركز جامعي فسيح. وفي رسالة له محفوظة في مكتبة كمبردج يصف هذا المركز فيقول:

"لقد شيدنا نزلاً شاهقاً يناطح السحاب، و ١٥٠٠حانوت تفوق الأهرام في رسوخها، و ٣٠. ٠٠٠ منزل فاتن، كما