للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أجاب بأنه سوف يسحق جيش التتار ويتخذ من زوجة تيمور الأثيرة جارية له (٢٥) والحم أقدر قائدين في زمانهما في أنقرة ١٤٠١، وأرغمت استراتيجية تيمور أعدائه الأتراك على القتال بعد أن أرهقتهم وأنهك قواهم طول السير. وهزم الأتراك هزيمة منكرة وأخذ بايزيد أسيراً. وابتهجت القسطنطينية، وظل العالم المسيحي بمنجاة من الأتراك لمدة نصف قرن بفضل التتار. وواصل تيمور سيره في اتجاه أوربا إلى بروسه واحرقها، وحمل معه من المدينة المكتبة البيزنطية والأبواب الفضية. وتقدم نحو البحر المتوسط، وانتزع أزمير من أيدي فرسان رودس، وذبح السكان، وقدمت جنوه التي كانت لا تزال تحتفظ بخيوس وفوشيا وميتلين خضوعها ودفعت الجزية. وأفرج سلطان مصر عن رسول ملك التتار، وانخرط في الزمرة الممتازة، زمرة التابعين الخاضعين لسلطان تيمور. وعاد تيمور أدراجه الى سمرقند، وهو أقوى حكام عصر، حيث امتد ملكه من أواسط آسيا إلى النيل ومن البسفور إلى الهند. وبعث إليه هنري الرابع ملك إنجلترا بالتهنئة، كما أوفدت إليه فرنسا أسقفاً يحمل الهدايا. وأرفد إليه هنري الثالث ملك قشتالة بعثة شهيرة برياسة روى جونزاليز كلافيجو.

وإنا لمدينون لمذكرات كلافيجو بمعظم ما نعلمه عن بلاط تيمور. فقد غادر قادس في ١٣ مايو ١٤٠٣، ومر بالقسطنطينية وطرابزون وأرضروم, وتبريز وطهران (التي وردت الآن لأول مرة على لسان أحد الأوربين) ونيسابور، ومشهد، حتى وصل سمرقند في ٣١ أغسطس ١٤٠٤. وكان قد توقع لسبب ما، أن هناك قوماً من السفاكين الكريهى الطلعة. وما كان أشد دهشته لكبر عاصمة تيمور وازدهارها، وفخامة المساجد والقصور، وسلوك سادتها وعاداتهم الحميدة، وثراء البلاط وترفه، واحتشاد للفنانين والشعراء حول تيمور احتفاء به وتكريماً له.