عالج في كتاب مفقود الآن، تأثير الدين والاقتصاد والسلوك والبيئة علة شخصية الشعب وقوانينه، كما تناول أسباب الاضمحلال السياسي (٨٠). ومهما يكن من أمر فقد أحس ابن خلدون، وله بعض الحق، أنه خلق علم الاجتماع. إننا لا نستطيع، في أي أدب كان قبل القرن الثامن عشر، العثور على فلسفة للتاريخ، أو على منهج لعلم الاجتماع، يمكن أن يباري في قوته ومداه ودقة تحليله منهج ابن خلدون. إن رائد فلسفة التاريخ في عصرنا قد حكم على مقدمة ابن خلدون بأنها أعظم تأليف من نوعه أنتجه عقل بعد في أي زمان أو مكان (٨١). وقد يقارن به كتاب هربرت سبنسر "مبادىء علم الاجتماع" ١٨٧٦ - ١٨٩٦، ولكن كان لسبنسر معاونون كثيرون. إننا على أية حال قد نتفق مع مؤلف ممتاز مشهور في تاريخ العلوم "على أن أهم مؤلف تاريخي في العصور الوسطى"(٨٢) هو مقدمة ابن خلدون.