للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصر، وكأنها بستان، ففيها رسوم النباتات والأزهار، ومنظر الصيد والزهريات والرسوم المضلعة والمشجرة أو الرسوم النافرة أو البارزة، وحول هذه الأشكال الأساسية توجد الزخرفة العربية المتعرجة، مع أشرطة السحب المستمدة من الفن الصيني، ورموز ذات معان سرية لدى مبتكرها، وحيوانات تمثل نمط الحياة، ونباتات وزهور تعطي أريجاً ممثلاً في خيوط، وطابعاً بهيجاً، وسرى في هذا الكل المعقد منطق فني، أو تناغم طباقي في الخيوط أدق من موسيقى بالسترينا (ملحق موسيقى دينية في إيطاليا في القرن السادس عشر) وأجمل من شعر جوديفا (١).

ويعود تاريخ بعض القطع الباقية حتى الآن من السجاد الإيراني إلى هذا النصف الأول من القرن السادس عشر. وإحداها ذات رسوم بارزة، وبها ثلاثون مليون عقدة من الصوف على سداة من الحرير (٣٨٠ عقدة في البوصة المربعة)، ظلت مفروشة لعدة قرون في أحد مساجد أردبيل، وهي الآن موزعة بين متحف فكتوريا وألبرت في لندن ومتحف لوس أنجلوس. وفي أحد أطرافها خرطوشة كتب عليها بيت من شعر حافظ، وتحته عبارة الفخر: "من صنع العبد .... مقصود الكاشاني في سنة ٩٤٦ هجرية"، أي ١٥٣٩م (١٢). كذلك يوجد في متحف لوس أنجلوس "ساط التتويج" الهائل الذي استخدم في تتويج إدوارد السابع ١٩٠١، وكان من بين أعظم النفائس في متحف بولدي بتزوللي في ميلان، قبل تدميره في الحرب العالمية الثانية، سجادة بها مناظر صيد من صنع غياث الدين جامي من مدينة يزد، وهو الذي يحتل في رسوم السجاد مكانة بهزاد في المنمنمات.


(١) تقول أسطورة إنجليزية إن Godiva طلبت من زوجها لورد كوفنترى دفع الضرائب الباهظة التي يشكو منها الأهالي. فاشترط لتحقيق مطلبها أن تمتطي جواداً وتسير به في سوق البلدة وهي عارية، لا يغطي جسمها إلا شعرها. (دائرة المعارف البريطانية) (المترجم)