للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأطلق على نفسه "ابن سليمان"، واعترف بسيادة سليمان على معظم أراضي المجر (٢٢ يونية ١٥٣٣). ولم يعقد الصلح مع شارل، واسترد السلطان بتراس وكورون، وراوده حلم بسط سلطانه على فيينا وتبريز.

وفي ١٥٣٦ استولى على تبريز، ثم عاد إلى الغرب. وطرح الدين جانباً، وارتضى أن يتعاون مع فرانسوا الأول في حملة أخرى ضد شارل. وعرض على الملك أحسن الشروط وهي أنه لا صلح مع شارل إلا عند تسليم جنوده وميلان وفلاندرز إلى فرنسا، ثم السماح للتجار الفرنسيين بالإبحار والبيع والشراء داخل نطاق الإمبراطورية العثمانية، على أن يعامل الأتراك بالمثل، ومنح قناصل فرنسا في الإمبراطورية الولاية القضائية المدنية والجنائية على الرعايا الفرنسيين فيها، كما يتمتع هؤلاء الرعايا بالحرية الدينية الكاملة (٢٥). وهكذا أصبحت "الامتيازات الأجنبية" كما وقعت في هذه الاتفاقية، نموذجاً يحتذى فيما جاء بعد ذلك من معاهدات بين الدول المسيحية ودول الشرق.

ورد شارل على ذلك بتكوين حلف يضم الإمبراطورية والبندقية والبابا وانضم إليه فرديناند وهكذا أصبح قصير الأمد جداً ما كان مقدراً أن يكون أبدياً. وعانت البندقية وطأة الهجوم التركي وفقدت ممتلكاتها في بحر إيجة وشاطئ دلماشيا، ووقعت صلحاً منفرداً (١٥٤٠). وبعد سنة واحدة توفي دمية سليمان أو تابعه الحاكم في بودا، وجعل سليمان من المجر ولاية عثمانية. وأرسل فرديناند بعثة إلى تركيا تطلب الصلح، وأخرى إلى فارس تحرض الشاه على مهاجمة الأتراك. فتقدم سليمان نحو الغرب (١٥٤٣) واستولى على جرو وستولوزنبرج، وضم مزيداً من أراضي المجر إلى الباشا (الحاكم التركي) في بودا. وفي ١٥٤٧، حين كان مشغولاً بالفرس، منح الغرب هدنة لمدة خمس سنوات، ولكن الطرفين نقضاها. حيث توسل البابا بول الرابع إلى الأتراك أن يشنوا الهجوم على فيليب الثاني الذي