للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانت المرأة الزانية تلزم بشراء حمار تركبه وتطوف به المدينة، وكان الزاني يجلد مائة جلدة، ثم يقبل جلادة ويكافئه. وكان الرجل يستطيع أن يطلق زوجته بمجرد الإعلان أو الإفصاح عن قصده (أو أن يقسم يمين الطلاق)، أما الزوجة فلم تكن تستطيع أن تخلص نفسها إلا برفع دعوى معقدة معوقة.

وظل سليمان أعزب حتى سن الأربعين. فمنذ أسر تيمور زوجة بايزيد الأول- والمزعوم أنه هو وبني عشيرته من التتار آذوها وأساءوا معاملتها- فإن سلاطين آل عثمان، لتفادي أية مهانة أخرى مثل هذه، استنوا قاعدة ألا يتزوجوا، وألا يشاركهم فراشهم إلا الجواري (٣٥). وضم حريم سليمان نحو ٣٠٠ جارية كلهن مشتريات في السوق أو أسيرات في الحرب وكلهن تقريباً من أصل مسيحي. وإذا توقع النسوة زيارة السلطان ارتدين أجمل ثيابهن ووقفن صفوفاً لتحيته، وكان هو يسلم على أكبر عدد منهن، قدر ما يسمح به وقته، ويضع منديله على كتف من نالت إعجابه منهن بصفة خاصة. حتى إذا قضى وطره وانسحب في ذاك المساء، طلب إلى من تلقت المنديل أن تعيده إليه، وفي صباح اليوم التالي كان يهدي إليها ثوب من قماش من ذهب، وتزداد مخصصاتها. وقد يبقى السلطان في الحريم ليليتين أو ثلاثاً ينثر هباته السخية، ثم يعود إلى قصره ليقضي ليله ونهاره بين الرجال. وقلما ظهر النساء في قصره أو أشتركن في الولائم أو الحفلات الرسمية. ومع ذلك اعتبر الانضمام إلى الحريم شرفاً عظيماً. وإذا بلغت أي من نزيلات الحريم الخامسة والعشرين من عمرها دون أن تحظى يوماً بالمنديل، أعتقت. وكانت في العادة تجد وزجاً ذا مكانة عالية. ولم يؤد هذا النظام في حالة سليمان إلى انحلال جثماني، لأنه كان يتميز في معظم الأمور باعتدال رائع.

ولم يكن اختلاط الجنسين سائداً في الحياة الاجتماعية لدى العثمانيين.