الحلة فيهم، وكثر شعر الغرام، ولكنه كان مقدمة لأفتناص النساء.
وبالنسبة للزواج، بقي الآباء واقعيين إلى حد عدم السماح للمحب باختيار رفيقة الحياة، فقد كان الزواج في شريعتهم زفافاً إلى الضيعة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية (زواج المصلحة)، ونصح إرزم الذي كان شديد الإحساس بمفاتن المرأة، لا بالزواج، نصح الصغار بالزواج ممن يختاره الكبار، على أن يتركوا الحب ينمو بالمزاملة والمرافقة أفضل من أن يذبل ويذوي بإشباع الشهوة (٣٧)، واتفق رابليه معه في هذا الرأي (٣٨). وعلى الرغم من هؤلاء الثقاة، ثار عدد متزايد من الشباب، مثل جان د ألبرت، على الزيجات المبنية على الثروات والعقارات الثابتة. ونعي روجر أسكام معلم الملكة اليصابات: "أن عهدنا بعيد جداً عن النظام والامتثال القديمين، حتى أن الشبان، بل والبنات أنفسهن- اصبح الجميع يجرءون على الزواج رغم أنف الأب والأم والنظام السليم وكل شيء (٣٩). وفزع لوثر حين علم بأن ابن ميلانكتون خطب لنفسه عروساً دون استشارة أبيه، وأن أحد صغار القضاة في وتنبرج أعلن صحة هذه الخطبة، ورأى المصلح الديني (لوثر) أن هذا سيسيء حتماً إلى سمعة وتنبرج. وفي ٢٢ يناير ١٥٤٤ كتب في الجامعة:
إن لدينا عدداً وفيراً من الشبان من مختلف البلاد، وان سباق
البنات ليشتد، وأنهن ليجرين وراء الرفاق في حجراتهم وقاعاتهم
وحيثما استطعن إليهم سبيلاً، ليعرضن عليهم حبهن الطليق. ولقد
سمعت أن كثيراً من الآباء أمروا أبنائهم … بالعودة إلى بيوتهم …
قائلين إننا نعلق الزوجات حول رقاب أبنائهم … وفي يوم الأحد
التالي ألقيت عظة قوية أدعو الرجال إلى اتباع السبيل القويم والقاعدة
اللتين وجدتا منذ بدء الخليقة … أعني أن يزوج الآباء أبنائهم
بعضهم من بعض بروية وحسن نية، دون أن يرتبط الأبناء بارتباط