للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - نسبة المسافة بين الأرض والشمس إلى ارتفاع قبة السماء أصغر بكثير من نسبة نصف قطر الأرض إلى بعدها عن الشمس بحيث أن المسافة من الأرض إلى الشمس لا تدرك لضآلتها بالقياس إلى ارتفاع قبة السماء.

٥ - إن الحركة التي تظهر في قبة السماء لا تنشأ عن أي حركة في قبة السماء بل عن تحرك الأرض. والأرض هي وعناصرها المحيطة بها تدور دورة كاملة حول قطبيها الثابتين في حركة يومية، في حين تظل القبة الزرقاء والسماوات العليا ثابتة لا تتغير.

٦ - إن ما يبدو لنا حركات للشمس لا ينشأ عن تحركها بل عن تحرك كوكبنا الأرضي، الذي يجعلنا ندور حول الشمس كأي كوكب آخر.

٧ - أن ما يبدو من تراجع الكواكب وحركتها المباشرة لا ينشأ عن حركتها بل عن حركة الأرض. إذن فحركة الأرض وحدها تكفي لتفسير الكثير من المفارقات البادية في السماوات (٣٤).

ولم يلق الفلكيون القلائل الذين قرأوا كتاب التعقيب كبير بال إليه. وأيدي البابا ليو العاشر اهتماماً لا تحيز فيه بالنظرية حين أحيط بها علماً وطلب إلى أحد الكرادلة أن يكتب إلى كوبرنيق طالباً إيضاح فكرته. وحظي الفرض برضى كبير في البلاط البابوي المستنير دام بعض الوقت (٣٥). أما لوثر فقد رفض النظرية حوالي عام ١٥٣٠ قائلاً: "إن الناس يستمعون إلى منجم محدث حاول التدليل على أن الأرض تدور، لا السموات ولا القبة الزرقاء، ولا الشمس ولا القمر … فهذا الأحمق يريد أن يقلب نظام الفلك كله رأساً على عقب. ولكن الكتاب المقدس ينبئنا بأن يشوع أمر الشمس لا الأرض أن تقف" (٣٦). وأما كالفن فقد أجاب كوبرنيق بآية من المزمور الثالث والتسعين "أيضاً تثبتت المسكونة، لا تتزعزع" ثم تساءل: "فمن يجرؤ على ترجيح شهادة