راهب الكنيسة وهي بهذا الصغر (١٦). وصمم جريجوريو كورتيزي أن يصلح الرهبنة البندكتية في بادوا في صبر وأناة، وجيرولامو سيريباندو الكهنة الأوغسطينيين، وإيجيديو كانيزيو النساك الأوغسطينيين، وباولو جوستنباني الكامالدوليين.
وقامت طق ديرية جديدة شددت على الإصلاح. فأسس أنطونيو ماريا لاكاريا كهنة القديس بولس النظاميين في ميلانو (١٥٣٣)، وهم جماعة من القساسوة ينذرون حياة الفقر الديرية. وكانوا أول الأمر يلتقون في كنيسة القديس برنابا، ومن هنا تسميتهم بالبرنابيين. وفي عام ١٥٣٥ وضعت القديسة أنجيلاً نظام الراهبات الأورسوليات ليقمن بتعليم الفتيات ورعاية المرضى أو الفقراء، وفي عام ١٥٤٠ أسس القديس يوحنا الإلهي جماعة "إخوان الرحمة" في غرناطة للخدمة في المستشفيات. وفي عام ١٥٢٣ اعتزم ماتيو دي باسي، مدفوعاً بالرغبة الحارة في الاقتداء بالقديس فرنسيس الأسيسي، أن يتبع حرفياً نظام الرهبنة الأخير الذي خلفه مؤسس الطريقة الفرنسسكانية لرهبانها. وانضم إلى غيره من الرهبان، وما وافى عام ١٥٢٥ حتى شجع تكاثرهم ماتيو على أن يتلمس من البابا اعتماد فرع جديد من الفرنسسكان ملتزم بأشد قواعد الرهبنة صرامة. واستطاع الرئيس الإقليمي للطريقة أن يستصدر أمراً بإيداعه السجن لعصيانه، ولكن سرعان ما أطلق سراح ماتيو، وفي عام ١٥٢٨ ثبت البابا كلمنت السابع طريقة الرهبان الكبوشيين الجديدة. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن رهبانها كانوا يلبسون نوع القلنسوة cappuccio التي لبسها فرنسيس. وكانوا يرتدون أخشن الثياب، ويعيشون على الخبز والخضر والفاكهة والماء، ويصومون أصواماً قاسية، ويسكنون قلالي ضيقة في أكواخ حقيرة، ولا يسافرون إلا مشاة، ويمشون حفاة طوال العام. وقد اكتسبوا مكانة مرموقة بفضل رعايتهم المضحية لمرضى وباء