البيوريتانز ينظمون اجتماعات للمناقشة العامة في نصوص الكتب المقدسة، فأصدرت إليزابث أمرها إلى باركر بوضع حد لهذه "المواعظ" ففعل. وحاول خلفه أدموند جرندال أن يحمي البيوريتانز، ولكن إليزابث أوقفته عن العمل. ولما مات (١٥٨٣) عينت في منصب رئيس أساقفة كنتربري، قسيسها الجديد، جون وتجفت Whitgift الذي نذر نفسه لإخراس ألسنة البيوريتانز. وطلب إلى جميع رجال الدين الإنجليز أن يؤدوا قسماً بقبول "المواد التسع والثلاثين"، وكتاب الصلوات، والسيادة الدينية للملكة، واستدعى كل المعارضين للمثول أمام محكمة اللجنة العليا، وهنا تعرضوا لتحقيق تفصيلي ملح عن سلوكهم ومعتقداتهم، إلى حد أن سيسل وازن بين هذا الإجراء وبين محاكم التفتيش (٨٥).
وازدادت حدة الثورة البيوريتانية، وانشقت أليه ذات عزم أكيد عن حظيرة الكنيسة الأنجليكانية، وعقدت مجامع مستقلة لانتخاب الكهنة الخاصين بها، ولم تعترف بأية رقابة أو سيادة أسقفية. وفي ١٥٨١ أقلع إلى هولندة روبرت براون-وكان تلميذ كارتريت (ثم أصبح عدواً له فيما بعد)، وأول لسان ناطق باسم هؤلاء "المستقلين" أو "الانفصاليين" أو "الأبرشانيين"(الذين يقولون بالاستقلال الذاتي لكل أبرشية)، وهناك نشر كراستين صاغ فيهما دستوراً ديموقراطياً للمسيحية نص فيه على أنه يجب أن يكون لأية جماعة مسيحية الحق في أن تنظم عبادتها، وتشكل عقيدتها على أساس الكتاب المقدس، وتختار رؤساءها وقادتها وتحيا حياتها الدينية متحررة من أي تدخل أجنبي، ولا تعترف إلا بحكم الكتاب المقدس، وسلطان المسيح، وقبض في إنجلترا على أثنين من أتباع براون واتهما بالطعن في السيادة الدينية للملكة، وشنقا (١٥٨٣).
وفي الحملات الانتخابية لبرلمان ١٥٨٦ شن البيوريتانز حرباً خطابية على كل مرشح غير متعاطف مع مبادئهم. ودمغ مثل هذا الشخص بأنه "مقامر، مدمن على الخمر، كما وصم آخر بأنه "أقرب إلى البابوية أو الكثلكة، قلما يأتي إلى كنيسته وانه داعر خليل للبغايا "وتلك كانت أيام الكلام القوي الحاسم. وعندما اجتمع البرلمان قدم جون بنيري التماساً لإصلاح الكنيسة، واتهم الأساقفة بالمسئولية عن مفاسد رجال