تكون خطراً يهدد إنجلترا البروتستانتية، فأمرت بفرض البروتستانتية فرضاً كاملاً في أنحاء الجزيرة. وحرم القداس، وأغلقت الأديرة وتوقفت الصلوات العامة خارج إقليم "البال" الضيق. وظل القساوسة مختفين عن الأنظار، وأدوا الأسرار المقدسة لقليل من الناس خفية. وكادت الأخلاق أن تختفي بعد الحرمان من الدين والسلام، وانتشر القتل والسرقة والزنى والاغتصاب والسلب، وغير الرجال زوجاتهم دون تذمر أو وخز من الضمير، واستصرخ الزعماء الايرلنديون البابا وملك أسبانيا لحمايتهم أو نجدتهم. وخشي فيليب الثاني أن يغزو إيرلندة حتى لا يغزو الإنجليز الأراضي الوطيئة ويساعدوا ثوارها، ولكنه أسس مراكز وكليات للاجئين الايرلنديين في أسبانيا. وبعث بيوس الرابع إلى إيرلندة بجزويتي أيرلندي (١٥٦٠) هو دافيد ولف الذي جمع بين الشجاعة والإخلاص اللذين تميز بهما النظام الجزويتي. وأسس ولف بعثات سرية، واستقدم أفراد آخرين من الجزويت متنكرين واستعاد للكاثوليكية تقواها وآمالها، وتحمس شيوخ القبائل وثاروا، الواحد بعد الآخر، ضد الحكم الإنجليزي.
وكان أقوى الشيوخ هو شين (أي جن) أونل أوف تيرون. وكان رجلاً يمكن أن تتغنى به الأساطير ويقاتل الأيرلنديون من أجله. ولقد دافع بضراوة عن لقبه (أونل) ضد أخ مغتصب. وتجاهل كل "الوصايا" وعبد الكنيسة، وأحبط كل جهود الإنجليز لإخضاعه. وغامر برأسه ليزور لندن ويكسب التحالف مع إليزابث وتأييدها له، وعاد ظافراً ليحكم ألستر كما كان يحكم نيرون، واشتبك في حرب ضروس مع عشيرة "أودونل" المنافسة، وأخيراً هزم أمامها (١٥٦٧)، عندما التجأ إلى آل مكدونال، وهم المهاجرون الاسكتلنديون الذين سبق له أن هاجم مستوطنتهم في أنتريم.
وكان تاريخ إيرلندة بعد موته عرضاً من الثورات والمذابح والمندوبين السامين (ممثلي الملك). وخدم سير هنري سدني (والد فيليب) إليزابث في هذا المنصب الجحود تسع سنين. واشترك في هزيمة أونل، وتعقب روري أو مور حتى الموت، واستدعي في ١٥٧٨ لأن انتصاراته كانت باهظة التكاليف. وفي عامين من تولي