الذين شنقوا وقتلوا (٩٤)، وكتب مؤرخ إنجليزي كبير "إن قتل أيرلندي من أهالي هذه المنطقة لم يكن ينظر إليه إلا على أنه قتل كلب مسعور (٩٥) ". وكادت مونستر أن تخلى من الايرلنديين وقسمت إلى مستعمرات ومزارع للمستوطنين الإنجليز (١٥٨٦)، ومنهم ادموند سبنسر الذي أكمل هناك رواية The Faerie Queen.
وثار الأيرلنديون اليائسون مرة أخرى في ١٥٩٣، وانضمت قوات هيو أودونل إلى قوات هيو أونل ارل تيرون الثاني. ووعدت أسبانيا بالمساعدة، حيث كانت آنذاك في حرب مكشوفة مع إنجلترا. وفي فترة خلا فيها منصب نائب الملكة هزم اونل جيشاً إنجليزياً هزيمة نكرة في أرماغ، واستولى على بلاكووتر، وهو معقل إنجليزي في الشمال (١٥٩٨)، وأرسل قوة تعمل على إشعال الثورة من جديد في مونستر، ولاذ المستعمرون الإنجليز بالفرار تاركين مزارعهم، وعم الأمل والفرح إيرلندة، بل إن الإنجليز توقعوا أن تسقط دبلن نفسها.
تلك هي الأزمة التي عينت فيها إليزابث الشاب روبرت ديفريه ارل اسكس الثاني نائباً للملكة في إيرلندة (مارس ١٥٩٩). وزودته بجيش قوامه ١٧. ٥٠٠ رجل، وهو أكبر جيش أرسلته إنجلترا إلى الجزيرة. وأمرته بمهاجمة أونل في تيرون، وألا يعقد صلحاً إلا بعد استشارتها، وألا يعود إلا بترخيص منها. وضيع ديفريه الوقت سدى أثناء الربيع، وقام بمناوشات قليلة، وفني جيشه بسبب الأمراض، ووقع مع أونل هدنة لم يكن لديه السلطة لإبرامها، وعاد إلى إنجلترا في سبتمبر ١٥٩٩، ليفسر للملكة أسباب إخفاقه. وسرعان مل خلفه في منصبه شارل بلونت، لورد مونتجوي الذي واجه في بسالة وبراعة تكتل أونل الداهية مع أود ونل غير الهياب، وأسطولاً راسياً في كنسال Kinsale يحمل جنوداً وأسلحة من أسبانيا، وغفراناً من البابا كليمنت الثامن لكل من يدافع عن إيرلندة وعن العقيدة. وأسرع مونتجوي إلى الجنوب ليقابل الأسبان، فهزمهم في معركة فاصلة إلى حد أن أونل استسلم، وانهارت الثورة وصدر عفو عام أدى إلى سلام مزعزع (١٦٠٣) وفي تلك الأثناء كانت إليزابث قد ماتت.
وانتقص سجل تاريخ إليزابث في إيرلندة من مجدها وعظمتها. لقد أساءت تقدير صعوبة الغزو في بلد تكاد تنعدم فيه الطرق، وسط شعب لا يربطه بالحياة