تأسيس مستعمرة في فرجينيا، ولكنها أخفقت، وبقى الاسم تذكاراً خالداً لعدم وصول الملكة إلى مبتغاها، وأثبتت إليزابث تركمورتون Throckmontor- وهي وصيفة شرف في البلاط- أنها أقرب منالاً، وارتضت رالي عشيقاً لها، وتزوجت منه سراً (١٥٩٣). ولما كان محظوراً على أي عضو في البلاط أن يتزوج دون موافقة الملكة، فان العروسين المتيمين قضيا شهر عسل غير متوقع في برج لندن (السجن). وظفر رالي بإطلاق سراحه- مع إقصائه عن البلاط- بإرساله كتاباً إلى برجلي يصف فيه الملكة بأنها مزيج من كل ألوان الكمال والقداسة في التاريخ.
وآوى رالي إلى ضيعنه في شربورن، ونظم رحلات واكتشافات، وتلاعب بالإلحاد، ونظم شعراً كان لكل بيت فيه رنين متميز ولذع خاص. ولكن عامين من الهدوء والدعة استنفدا ثباته واستقراره، ويفضل مساعدة أمير البحر هوارد وروبرت سيسل جهز خمس سفن وأقلع بها إلى أمريكا الجنوبية بحثاً عن ألدرادو-وهي أرض أسطورية فيها قصور من ذهب، وأنهار يجري فيها الذهب، ونساء محاربات (أمازونات) لا تذبل مفاتنهن. وسار مائة ميل صعداً في نهر أورينوكو، ولكنه لم يعثر على نساء محاربات ولا على ذهب، ولقد حيرته وعوقته مساقط المياه وسرعة جريانه فعاد إلى إنجلترا صفر اليدين، ولكنه روى كيف أن السكان الأمريكيين دهشوا وأعجبوا بجمال الملكة حين أراهم صورتها. وسرعان ما أعيد إلى البلاط. وأكد بيانه الفصيح عن "إمبراطورية جويانا الشاسعة الغنية الجميلة" نقول أكد من جديد إيمانه بأن الشمس لا تشرق على أية ثروات في أي جزء في العالم". أكثر منها في إقليم الأورينوكو". وألح دون كلل أو ملل في إثارة الرغبة في انتزاع ثروات أمريكا من أيدي الأسبان إلى أيدي الإنجليز، وشرح نظرية سيادة البحار أكمل شرح، "أن من يسيطر على البحار يسيطر على تجارة، ومن يسيطر على تجارة العالم يسيطر على ثروته، ومن ثم يسيطر على العالم نفسه (١٠٩) ".
وفي ١٥٩٦ انضم إلى الحملة على قادس، وقاتل ببسالة-كما قال، وأصيب بجرح في رجله. وعاملته الملكة يومئذ "معاملة كريمة" وعينته قائداً للحرس. وفي ١٥٩٧ قاد قسماً من الأسطول الذي كان تحت إمرة اسكس إلى جزر الآزور، وفصلت