وقال توماس فولر في كتابه "الشخصيات البارزة في إنجلترا (١٦٦٢):
كم كانت الحرب الفكرية سجالاً بين شكسبير وجونسون. وإني لأنظر إليهما، وكأنهما سفينة شراعية أسبانية ضخمة وبارجة إنجليزية، ومستر جونسون (وهو كالأولى)، علا كعبه في العلم والمعرفة، وهو راسخ وطيد الأركان، ولكنه بطيء في أداء عمله. أما شكسبير … فهو أقل في البنيان ولكنه أخف حين يمخر عباب الماء، يستطيع أن يتجه حيث يتجه الموج، ويغير اتجاهه حيث يشاء، ويستفيد من كل ريح، بفضل سرعة بديهيته وابتكاره (٩٠).
وتابع أو يرى حوالي ١٦٨٠ الأخبار المتواترة التي يسهل تصديقها عن شكسبير و"بديهته الحاضرة اللطيفة المتدفقة" وأضاف أنه كان "رجلاً رشيقاً وسيماً لطيف المعشر (٩١)"، والشبيه الوحيد الموجود له الآن هو التمثال النصفي الموضوع على مقبرته في كنيسة سترتفورد، والصورة الموجودة في "الكتاب الأول"، وهما يتفقان إلى حد كبير في إبراز رجل نصف أصلع، ذي شارب، و (في التمثال) ذي لحية، وأنف حاد، وعينين متأملتين، ولكنهما لا تبديان أية إشارة إلى الشرر الذي يتقد في الروايات. وربما ضللتنا الروايات فيما يتعلق بأخلاقه، فإنها توحي برجل ذي طاقة عصبية، شديد الحساسية، سريع الانفعال، يتذبذب بين قمتي الفكر والشعر، وشفيري الكآبة واليأس، على حين يصفه معاصروه بأنه مهذب أمين لا تأخذه العزة بالإثم، ذو طبيعة صريحة منطلقة (٩٢) "، يستمتع بالحياة ولا يأبه بالنسل، تبدو عليه مسحة من الروح العملية التي لا تلائم الشاعر. وسواء كان عن طريق الاقتصاد في الإنفاق أو عن طريق المنح والهبات، فإنه كان بالفعل في ١٥٩٨ ثرياً إلى حد يسمح له بالمشاركة في تمويل "مسرح جلوب". وفي ١٦٠٨ شيد هو وستة آخرون مسرح The Black Friars وزادت أنصبته في مثل هذه المشروعات من عائداته بوصفه ممثلاً وكاتباً مسرحياً، وعادت عليه بدخل كبير، اختلف تقديره بين ٢٠٠ (٩٣) و٦٠٠ (٩٤) جنيه سنوياً. ويبدو أن الرقم الأخير أصلح لأنه يفسر لنا شراءه للعقارات في ستراتفورد.