للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تنبأت لكم، كانوا أرواحاً،

ذابت في الهواء، في الهواء الرقيق،

ومثل كيان هذه الرؤيا الواهن القائم على غير أساس

تكون الأبراج التي يتوجها السحاب والقصور الشامخة

والمعابد الهيبة، والأرض التاسعة نفسها،

نعم، وكل ما نرثه سوف يذوب ويفنى،

كما ذبلت هذه الأبهة الفارغة المتهافتة،

لا تتركوا مصدراً للألم وراءكم، إننا مصنوعون

من نفس المادة التي تصنع منها الأحلام، وحياتنا قصيرة

يحف بها النوم (٩٨).

ولكن ليست هذه هي الحالة النفسية الغالبة الآن، بل على النقيض من ذلك فالرواية هي شكسبير يسترخي ويستجم، ويتحدث عن الغدران والأزهار، ويشدو بأغنيات عذبة، " Where the bee sucks there suckl, Full fathom five"- وعلى الرغم من كل المعترضين واعتراضاتهم، فان الشاعر الذي تقدمت به السن هو الذي يتحدث على لسان بروسبيرو وهو يودع الحياة:

… إن الأحداث، بأمر مني

أيقظت النيام، فيها، وفتحت أبوابها وأطلقتهم

بفضل فني الفعال. ولكن هذا السحر الشاق

أعد بأن أتخلى عنه هنا … ولسوف أحطم عصاي

وأدفنها بضع أقدام تحت الأرض،

وفي مكان أعمق من أن ترن فيه رصاصة الفادن (١)

سوف أغرق كتابي (٩٩).

وربما كان شكسبير أيضاً، الذي ابتهج ببناته وحفيده هو الذي صاح على لسان ميراندا:


(١) الفادن-أداة مؤلفة من خيط في طرفه قطعة رصاص. يسير بها غور المياه.