بالطمأنينة في جزيرة يشاركهم فيها الإسكتلنديون الذين لم يروضوا بعد. وسعت من حين لآخر، بالطرق الدبلوماسية أو الزواج أو الحرب، إلى إخضاع إسكتلندة للحكم البريطاني. وأشار سيسل على إليزابث بمساندة النبلاء البروتستانت ضد مليكتهم الكاثوليكية، ومن ثم تصبح إسكتلندة ممزقة، ولا تعود تشكل خطراً على إنجلترا أو دعامة لفرنسا. وفوق ذلك يمكن لزعماء البروتستانت، إذا حالفهم التوفيق، أن يخلعوا ماري، ويتوجوا نبيلاً بروتستانتياً، ويحولوا إسكتلندة كلها إلى البروتستانتية. وراود سيسل بصفة خاصة حلم توحيد إسكتلندة على هذه الصورة مع إنجلترا بإغراء إليزابث بالزواج من مثل هذا الملك (٥). فلما أرسلت فرنسا إلى إسكتلندة قوة لإخماد البروتستانت سارعت إليزابث بإرسال جيش لحمايتها وطرد الفرنسيين. ولما حاقت الهزيمة بفرنسا في ميدان القتال، وقع ممثلوها في إسكتلندة في أدنبره (٦يولية ١٥٦٠) معاهدة مشئومة لا تنص على خروج الفرنسيين من إسكتلندة فحسب، بل على عدم مطالبة ماري بأي حق في عرش إنجلترا، كذلك، ورفضت ماري، بناء على مشورة زوجها فرانسوا الثاني، التصديق على المعاهدة. وعلمت إليزابث بذلك.
وكان الوضع الديني مضطرباً، بنفس القدر. ذلك أن "برلمان الإصلاح الديني" الإسكتلندي الذي التأم ١٥٥٠، ألغى الكاثوليكية رسمياً، وقرر أن تكون البروتستانتية الكلفنية دين الدولة، ولكن ماري لم تصدق على هذه القرارات البرلمانية حتى تصبح القوانين نافذة المفعول في البلاد؟ وظل القساوسة الكاثوليك يشغلون معظم الوظائف الكنسية ذوات الدخول في إسكتلندة. وكان نصف النبلاء" بابويين، وظل جون هاملتون الذي يجير في عروقه الدم الملكي، يذهب إلى البرلمان بوصفه زعيم الكاثوليك في إسكتلندة. ومهما يكن من أمر فإن نسبة كبيرة من الطبقة المتوسطة في أدنبرة وسانت أندروز وبرث وسترلنج وأبردين، انحازت إلى الكلفنية، بفضل الوعاظ المخلصين المتحمسين، بزعامة جون نوكس Knox.
وفي العام الذي سبق مجيء ماري أخرج نوكس ومعاونيه كتاباً في قواعد السلوك والانضباط " Discipline" يحدد مذهبهم وأغراضهم، فالديانة لا تعني