فيما أرادوا، ووضعوا ثلاثين برميلاً من البارود تحت قاعة الاجتماع في مجلس اللوردات مباشرة. وعطل تكرار تأجيل انعقاد المجلس مرة بعد أخرى، تنفيذ مشروع المؤامرة، تعطيلاً مشوباً بالقلق والشك. وطيلة العام ونصف العام كان على المتآمرين أن يزكوا نار الغضب في صدورهم، فكم خامرهم الشك في فضيلة أو صواب مغامرة يروح ضحيتها كثير من الأرواح البريئة. مع من يظن الكاثوليك بلا هوادة ولا رحمة أنهم مذنبون. وسأل كاتسبي، رغبة في إعادة الطمأنينة إلى نفوس المتآمرين-سأل هنري جارنت أسقف الجزويت في إنجلترا: هل يجاز في الحرب الاشتراك في أعمال قد تودي بحياة ناس غير محاربين. فأجاب جارنت بأن كل الشرائع السماوية تجيز هذا الأمر، ولكنه حذر كاتسبي من أية مؤامرة على حياة العاملين في الحكومة، لن تجر إلا مزيداً من الشقاء على الكاثوليك الإنجليز، ونقل الأسقف مخاوفه وشكوكه إلى البابا وإلى زعيم الجزويت، فأمروه بالابتعاد عن كل دسائس سياسية، وأن يحبط أية محاولات ضد الدولة (٢٧). وأفضى كاتسبي إلى رجل آخر مع الجزويت-اسمه أوزوالد جرينواي-"أثناء الاعتراف" بسر المؤامرة التي تضمنت الآن اتخاذ تدابير أخرى لقيام الكاثوليك في إنجلترا بثورة عامة. وأبلغ جرينواي زميله جارنت بالموضوع "وحار الرجلان الجزويتيان بين أمرين: إفشاء سر المتآمرين إلى الحكومة، أو الصمت، وآثراً السكوت، ومع ذلك بذلاً قصارى جهدهما ليثنيا المتآمرين عن تنفيذ خطتهم.
وسعى كاتسبي-ليخفف من وخز الضمير عند زملائه ومن مخاوفهم-إلى اتخاذ الترتيبات بأن يتسلم أعضاء البرلمان الموالين لهم، في صبيحة اليوم المحدد للاجتماع رسائل عاجلة تستدعيهم إلى خارج وستمنستر. وأنذر فرد صغير الشأن بين المتآمرين، صديقة لورد مونتجال قبل موعد الانعقاد بعدة أيام. فأطلع مونتجال روبرت سيسل على جلية الأمر، فنقل الخبر إلى الملك، فدخل عملاؤهم وأعوانهم إلى الأقبية، وهناك وجدوا فوكس، كما وجدوا المتفجرات في أماكنها، وفي ٤ نوفمبر ١٦٠٥ قبض على فوكس واعترف بما كان يقصد إليه من نسف البرلمان في اليوم التالي، ولكنه على رغم التعذيب الشديد رفض الإدلاء بأسماء المشتركين