للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محكمة قاعة النجم لأنه المؤلف المعترف به لكتاب يقول بأن نظام الأساقفة، نظام شيطاني معاد للمسيحية. فقيد في الأغلال وسجن في مكان موحش لمدة خمسة أسابيع في زنزانة شديدة البرد "مليئة بالجرذان والفيران، معرضة للثلوج والأمطار"، فتساقط شعر رأسه، وتقشر جلده، وربط إلى خازوق، وتلقى ستاً وثلاثين جلدة بحبل سميك على ظهره العاري، ووضع في المشهرة (آلة تعذيب) لمدة ساعتين في صقيع نوفمبر وجليده، ودمغ بسمة العار في وجهه، وشق أنفه وقطعت أذناه، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة (٢٠). وفي ١٦٣٣ فرضت على لودويك بوير Ludowyc Bowyer، الذي كان قد اتهم لود بأنه كاثوليكي في دخيلة نفسه، غرامة، ودمغ بسمة العار، وبترت أطرافه، وشوه جسمه، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة (٢١). واتهم وليم برين، وهو من غلاة الدعاة البيوريتانيين في "أنباء من أبسوبك" (١٦٣٦)، اتهم أساقفة لود بأنهم خدم للبابا وللشيطان (٢٢)، وأوصى بشنق الأساقفة. فدمغ بسمة العار على خديه كليهما وقطعت أذناه، وأودع السجن حتى أفرج عنه البرلمان الطويل (١٦٤٠) (٢٣). وسجنت لمدة أحد عشر عاماً امرأة أصرت على اعتبار السبت يوم راحة وعبادة (٢٤).

واتفق ألد أعداء لود، وهم البيوريتانيون، ومعه على ضرورة التعصب أو عدم التسامح. وذهبوا إلى أنه حكم نهائي معقول من أصل السماوي للمسيحية والكتب المقدسة، فان أي فرد يعارض عقيدة قامت على هذا الأساس، لا بد أن يكون مجرماً أو معتوهاً، وتجب حماية المجتمع من كثير من الخطايا واللعنات التي قد تنصب على المجتمع من جراء تعاليمه. وناشد المشيخيون البرلمان- (١٦٤٨) أن يشرع عقوبة السجن مدى الحياة لمن يستمرون على نشر تعاليم الكاثوليك والمعمدانيين والأرمينيين والكويكرز، وعقوبة الإعدام للذين ينكرون نظريات الثالوث الأقدس، أو التجسد. ولكن المستقلين أتباع كرومويل، على أية حال، عرضوا التسامح مع كل من يقبل أساسيات المسيحية، ولكنهم استبعدوا الكاثوليك والموحدين والمدافعين عن حكومة الأساقفة (٢٥).

وكان في البيوريتانيين شيع كثيرة إلى حد يصعب معه جمعهم في تعميم واحد