للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخواطر. واجتمع في بوامبي، على أحد عشر ميلاً غربي باريس، ستة كرادلة، وأربعون أسقفاً، وإثنا عشر لاهوتيا من السوربون، وإثنا عشر من كهنة الكاتدرائيات، وعشرة قساوسة بروتستنت من فرنسا، وواحد من إنجلترا، وتيودور دبيز من جنيف، وعشرون علمانياً بروتستنتياً، في «ندوة بواسي» المشهورة (٩ سبتمبر ١٥٦١). حضر الندوة الملك، والملكة الأم، وأمراء البيت المالك، ومجلس الدولة، بكل مظاهر الجلال والكرامة. واستقبل بيز، ممثل كالفن الشيخ، بحفاوة تقرب من حفاوة الملوك، وقام بخدمة دينية بروتستنتية ووعظ في قصر كاترين. بدأ عظته معتدلاً، وسحر السامعين جميعاً بفرنسيته الرائعة، ولكنه حين قال إن «جسد المسيح في القربان بعيد عن الخبز المكرس بعد السماء عن الأراضي»، صاح المندوبون الكاثوليك احتجاجاً، وتلا ذلك هياج كبير، والح الأساقفة في نفي كل الوعاظ الذين يتشككون في «الوجود الحقيقي» (٣٦)، وارتضت الندوة والصراع على العقائد أشد مرارة وأبعد ما يكون عن الهدوء.

كان الهيجونوت يطربون حين يعقدون اجتماعاتهم في ميدان عام مواجه لكنيسة ويشوشون على القداس بترتيل صاخب لمزاميرهم، أما الكاثوليك فكانوا يدقون جرس الكنيسة ليغرقوا صوت الترتيل. وفي باريس استحال استمرار اجتماع بروتستنتي تجاه كنيسة سان ميدار بسبب قرع عنيف صادر من برج الأجراس، وقتل بروتستنتي داخل الكنيسة للاحتجاج، فثارت ثائرة البروتستنت ونهبوا المبنى وحطوا التماثيل والصليب. وجرح ثمانون من المصلين في المعركة التي تلت ذلك (٢٧ ديسمبر ١٥٦١).

ورأت كاترين أن تهدئ خواطر الكاثوليك بإصدار «مرسوم يناير» (١٥٦٢)، الذي ألزم الهيجونت بتسليم جميع المباني الكنسية لأصحابها السابقين وبعقد اجتماعاتهم خارج أسوار المدن فقط. ووافق زعماء الكاثوليك