للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٤ - ٢٦ أغسطس). وحسب جاك دتو ٨٠٠ ضحية في ليون، ١. ٠٠٠ ضحية في أورليان. أما الملك فقد شجع هذه الإبادة، ثم نهى عنها، ففي السادس والعشرين من الشهر أرسل تعليمات شفوية لحكام الأقاليم بأن يقتلوا كل زعماء الهيجونوت (٧٦)، وفي السابع والعشرين أرسل اليهم أوامر مكتوبة بأن يحموا البروتستنت المسالمين الممتثلين للقانون. وفي الوقت ذاته كتب لممثله في بروكسل أن يلتمس تعاون الدوق ألفا:

"إن في يد الدوق كثيراً من رعاياي المتمردين، وفي قدرته أن يستولي على مونز ويعاقب (المحاصرين) فيها. فإن أجابك بأن المفهوم من هذا ضمناً قتل هؤلاء السجناء وتقطيع المحاصرين في مونز، فقل لأن هذا يجب أن يفعله (٧٧) ".

ورفض ألفا الدعوة. ولما استولى على مونز سمح للمحامية الفرنسية أن تغادرها دون أن يصيبها أذى. وكان بينه وبين نفسه يحتقر مذبحة القديس بارتلوميو لأنها وسيلة خسيسة للحرب، ولكنه أمام الناس أمر بالاحتفال بالمذبحة انتصاراً للدين المسيحي الحق دون غيره (٧٨).

واستطاع بعض حكام الأقاليم أن يفرضوا على جماهيرهم ضبطاً جديراً بالمتحضرين. فبم يكن هناك مذابح في شمبانيا؛ ولا في بيكاردي، ولا في بريتني، وكان قليل منها في أوفرن، ولانجدوك، وبرجنديا، ودوفيني. وفي ليون ندد كثير من الكاثوليك بالمذبحة، وأبى الجنود أن يشاركوا فيها، وفي فيين بسط الأسقف حمايته على البروتستنت، وخبأت الأسر الكاثوليكية الهيجونوت المهددين بالخطر (٧٩). أما في تروا وأورليان فقد أرخى الأساقفة العنان للمذبحة (٨٠)، وفي بوردو أعلن يسوعي أن الملاك ميخائيل قد أمر بالمذبحة، وندد ببطىء الحكام في إصدار أوامر القتل. وأغلب الظن أن الاقاليم ساهمت بخمسة آلاف ضحية، وباريس بنحو ألفين، ولكن بعضهم يقدر جملة الضحايا بعدد يتفاوت من خمسة آلاف (٨١) إلى ثلاثين ألفاً (٨٢).