للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصغير. واحتج هنري بأن المزيد من اخضاع الدوقية للهابوسبورج سيعرض حدود فرنسا الشرقية للخطر. وانضم إلى براندبورج والبالاتينات والأقاليم المتحدة في تصميمها على تعيين خلف بروتستنتي لجون وليم، فلما احتل الارشيدوق ليوبولد النمسوي ييليش بالجيوش الإمبراطورية اتخذ هنري أهبته للحرب.

وتوافق غرامه الأخير توافقاً مثيراً مع الدعوة إلى هذه المعركة الفاصلة الكبرى. ذلك أنه برغم بلوغه السادسة والخمسين وما بدا عليه من اكتمال أحس تدريجا في ١٦٠٩ بحنين طاغ لشارلوت مورمونسي ذات الستة عشر ربيعاً. وتابت عليه، ولكنها قبلت أمره بأن تتزوج أمير كونديه الجديد. وروى بأن خليلته هنرييت وبخته ساخرة بقولها «ألست شريراً جدا لأنك تريد أن تضاجع زوجة ابنك؟ فأنت عليم بأنك أخبرتني بأنه (أي الامير) ولدك.» وهرب كونديه بعروسه إلى بروكسل، وتحرق هنري شوقاً إلى مطاردتها، ونظم ماليرب هذا التحرق شعراً. والتمس فيلروا وزير خارجية هنري من الأرشيدوق ألبرت حاكم الأراضي المنخفضة أن يعيد الأميرة إلى باريس، ولكن الأرشيدوق رفض بتشجيع من فليب الثالث ملك أسبانيا. وهدد فيلروا بحرب «قد تشعل ناراً في أربع أركان العالم المسيحي (٤٢)». وبدا لهنري أن من توفيق العناية أن تقع بروكسل في الطريق إلى ييليش: فهو إذن قاهر هذه السيدة - والأراضي المنخفضة الأسبانية - تمهيداً لتحطيم الإمبراطور وإذلال أسبانيا. واستأجر المرتزقة السويسريين واستعد لجمع جيش عدته ثلاثون ألف مقاتل. ووعده جيمس الأول ملك إنجلترا باربعة آلاف آخرين.

وروعت فرنسا الكاثوليكية، فقد أسرفت في تصديق الشائعات التي تواترت بأن مفاتن الأميرة هي سبب الحرب الحقيقي، وأفزعها أن يكون حلفاء الملك وقواده أكثرهم من البروتستنت، وتساءلت ماذا عساه يكون مصير الكاثوليكية والبابوية في أوربا إذا انهزم جنوبها الكاثوليكي