للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا طبقات، ولا ختان، ثم لا يكون فيها من الآلهة إلا إله واحد (١)، يقول عن نفسه إن كابر:

"ابن "رام" و "الله" ويقبل ما يقوله الشيوخ جميعاً … يا إلهي، سواء كنت "رام" أو "الله") المقصود إله المسلمين (فأنا أحيا بقوة اسمك … إن أوثان الآلهة كلها لا خير فيها، أنها لا تنطق، لست في ذلك على شك، لأني ناديتها بصوت عال … ماذا يجدي عليك أن تمضمض فاك، أو أن تسبح بمسبحتك، أو أن تستحم في مجاري المياه المقدسة، وأن تركع في المعابد، إذا كنت تملأ قلبك بنية الخداع وأنت تتمتم بصلاتك، أو تسير في طريقك إلى أماكن الحج".

جاء هذا القول منه صدمة قوية للبراهمة، فلكي يدحضوه) هكذا تقول الرواية (أرسلوا إليه زانية تغويه، لكنها حولها إلى عقيدته، ولم يكن ذلك عسيرا عليه، لأن عقيدته لم تكن مجموعة من قواعد جامدة، بل كانت شعوراً دينياً عميقاً فحسب:

هنالك يا أخي عالم لا تحده الحدود

وهنالك "كائن" لا أسم له ولا يوصف بوصف،

ولا يعلم عنه شيئا إلا من استطاع أن يصل إلى سمائه؛

وإنه لعلم يختلف عن كل ما يسمع وما يقال؛

هنالك لا ترى صورة، ولا جسداً، ولا طولاً، ولا عرضاً

فكيف لي أن أنبئك من هو؟

إن كابر يقول:

) يستحيل أن نعبر عنه بألفاظ الشفاه،

ويستحيل أن يكتب وصفه على الورق


(١) ترجم رابندرانات طاغور مائة نشيد من أناشيد كابر (طبعة نيويورك ١٩١٥) فبلغ فيها ما نعهده فيه من كمال.