جسدية لا خفاء فيها. وقد بقي أثر من الحب الأفلاطوني، الذي تسلى به بيميو وكاستليوني في يوليا ومرجريت نافار في فرنسا، في ندوة مدام درامبوييه (وهي ذاتها إيطالية)، ولكنه كان في أكثره حيلة نسائية، ومقاومة في العمق لإضفاء المجد على القلعة.
كانت كاترين مديشي-على قدر علمنا-زوجة مخلصة وأماً شديدة الاهتمام بأبنائها، ولكن الشائعات اتهمتها بتدريب النساء الجميلات على إغراء أعدائها حتى يخضعوا (٢)، وقد وصفت جان دلبيير (وفيها بعض خلق المحتشمات) بلاط كاترين بأنه «أفسد المجتمعات قاطبة وألعنها (٣)». وكان برانتوم مروجاً للفضائح، ولكن شهادته يجب أن تدخل الصورة: «أما نساؤنا الفرنسيات الجميلات … فقد تعلمن في السنين الخمسين الأخيرة قدراً كبيراً من اللطف والرقة، وكثيراً من الجاذبية والفتنة في ملبسهن، وفي نظراتهن الجميلة وأساليبهن الفاجرة … بحيث لا يستطيع أحد الآن أن ينكر تفوقهن على جميع النساء من كل وجه … ثم إن لغة الحب اللعوب هي في فرنسا أشد خلاعة وأكثر إثارة وأحلى منطقاً مما هي في اللغات الأخرى. وفوق هذا كله، فإن هذه الحرية الماكرة التي أتيحت لنا في فرنسا … تجعل نساءنا مرغوبات، ساحرات، لينات، طيعات أكثر من جميع النساء يضاف إلى هذا أن الزنى لا يلقي عموماً من العقاب ما يلقاه في أقطار أخرى … وباختصار فإن ممارسة العشق في فرنسا شيء لطيف (٤)».
وقد ضرب الملوك المثل في الخلق الفاشي في المجتمع. فقد مات فرنسيس الثاني قبل أوانه بسبب شهواته. وكان لشارل التاسع محظيته ماري توشيه. وانتقل هنري الثالث من الغانيات إلى المرد. أما هنري الرابع فثبت على عشق المرأة. ويبدو أنه لا هو ولا خليلته جابرييل دستريه اعترضا على تصويرها عارية حتى خصرها (٥). ولما تزوجت ابنته هنريتا ماريا الفرنسية البالغة سبعة عشر ربيعاً، من تشارلز الأول، بلغت اتصالاتها الغرامية من